منذ خمس سنوات بدأ لواء البزنس وتجارة الممنوعات في مليشيات المانعة المتواجدة على الأراضي السورية نشاطاً محموماً ضد الأردن. ومؤخراً بدأ بتعريز حرب المخدرات علينا بشكل سافر كماً ونوعاً. فتكثفت الهجومات، وزاد أفراد القوات المهاجمة، وتطورت أسلحتهم. لكن الأسوأ أنها تغتنم الفرصة حالياً لانشغال الأردن في درء العدوان على غزة ومقاومتها لرفع مستوى عدوانها عليه.
إصرار بالغ على التدخل في شؤون الأردن الداخلية وإلحاق الأذى به. لم ينفع معه عزوفه والنأي بنفسه عن التدخل في شؤون الدول الأخرى وحرصه على علاقات طيبة مع جميع الدول العربية وبخاصة دول الجوار. فللأردن نهجه الخاص وأخلاقياته السياسية الخاصة به لا يحيد عنها في علاقاته العربية والدولية، ومواقفه السياسية وتحديداً فيما يتعلق منها بالقضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
ما كان الأردن ليخضع يوماً للضغوط من محاور الممانعة الممتدة منذ خمسينات وستينات القرن الماضي التي قادتها الانقلابات العسكرية وأودت للأسف ببلادها إلى الخراب. ولن يخضع للإلتحاق بنادي الممانعة اليوم ليكون العضو الخامس بعد لبنان والعراق وسوريا واليمن. لقد اختار الأردن طريقه وعرف مصلحته وسار خلف قيادته فحافظ على شعبه ومؤسساته وكان دوماً سباقاً للدعوة والعمل على إجماع كلمة الدول العربية ووحدة الموقف العربي قدر ما استطاع، وبقي الأول في خدمة قضية فلسطين وحقوق وتطلعات شعبها.
زعيمة الممانعة حاولت مراراً وما تزال تحاول التدخل في الشأن الأردني، ولم تكن سفارتها في عمان بمنأى عن ذلك. واكتفى الأردن بطي الموضوع بالطرق الدبلوماسية جرياً على عاداته حتى لا يخرج الأمر إلى العلن ويؤدي إلى التصعيد. كما حاول حلفاؤها في لبنان تهريب الأسلحة إلى الأراضي الأردنية أكثر من مرة، وطوى الأردن هذه الصفحة بصورة هادئة أيضاً. لكن الاعتداء على الأردن ما يزال مستمراً رغم الدروس القاسية المتكررة التي لقنها الجيش الأردني لعصابات الكوبتاغون المستظلة بمليشيات نادي الممانعة.
آن الآوان لمحور الممانعة وزعيمته أن يدركا أن الأردن كان وسيبقى سيد نفسه. ولم يكن يلتفت لمحاور الممانعة من أيام صوت العرب وأحمد سعيد وإذاعة الانقلابين في دمشق وغيرها. فللأردن دوره ونهجه وسياساته ومسؤولياته تجاه وطنه وشعبه وفي المقدمة منها أمنه واستقراره. وله مواقفه الإقليمية المقدرة، وعلاقاته الدولية هي مبعث احترام دولي دائم يقودها جلالة الملك كعادته دوماً بحكمة وحصافة عز نظيرها.