انقذوا خان يونس من الإبادة والتهجير القصري
صالح الشرّاب العبادي
26-12-2023 09:49 AM
يستمر جيش الاحتلال الصهيونى حملة الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في غزة ، فقد بات من المؤكد أن الحرب هناك تسير بشكل متواتر من الوسط الى الجنوب ، الان يكثف طيران الاحتلال عمليات القصف في مخيمات البريج والنصيرات والمغازي، وكذلك القصف المركز لمدينة دير البلح .
لقد استقبلت مخيمات الوسط ومدينة دير البلح وخان يونس عشرات الآلاف من المهجرين من شمال القطاع ، وذاك بعد أن هجروا من منازلهم ومناطقهم هرباً بارواحهم من جراء عمليات المجازر والتي ارتكبها الجيش الصهيونى ، في المدن الشمالية ..
تدور الحرب وتزيد ضراوتها اليوم في خان يونس . حيث أبلت المقاومة دفاعاً شرساً حول المدينة ، والذي يحاول دخولها ، مما أدى الى وقوع خسائر فادحة في صفوف الجيش الاسرائيلي ..
ان القصف المستمر والمركز ، ينذر بأخطار كبيرة ودامية ، حيث مزيد من المجازر والمذابح بين المدنيين ..
ومزيد من الإجلاء القصرى والداخلي من المناطق الوسطى ، اضافة لما نزح اليها من قبل ، حيث يبلغ عدد سكانها ما يقارب النصف مليون قبل الحرب ، وبعد عمليات النزوح والإجلاء وإجبار الغزيين للنزوح ، نزح اليها ما يقارب النصف مليون لاجئ داخلي موزعين على ثمان تجمعات سكنية، هي: المدينة، ومخيم خانيونس، القرارة، خزاعة، الفخاري، عبسان الكبيرة، عبسان الجديدة، بني سهيلا.
يستعد جيش الاحتلال الصهيوني بالتحضير لأكبر عملية اقتحام عسكري لمدينة خان يونس والمتواجد الان شرق المدينة وشمال المدينة ، بعد ان حاولت بعض قواته دخولها من شمالها وغربها .. إلا أن محاولاته فشلت امام صمود وقوة المقاومة حولها ..
قوات العدو الصهيونى قطعت وفصلت مدينة خان يونس عن مدينة دير البلح ، حيث تركز قواتها الان على طريق صلاح الدين شرقاً وغرباً ..
تنذر وترسل الاستخبارات الاسرائيلية يومياً إنذارات إلى الشعب في خان يونس للنزوح وترك المدينة باتجاه مدينة رفح الحدودية مع مصر ..التي أمتلأت بالكامل ولم يكن هناك مجال للنزوح اليها ..
عاجلاً ام آجلاً ستقوم قوات الاحتلال باقتحام المدينة وسيكون هدفها الأطفال والنساء والمرضى ، وستقوم باقتحام المستشفيات التي تكتض بالمرضى ، وستقوم بقصف مناطق المأوى والمستشفيات ومراكز الرعاية الصحية..
لقد أعطت القيادة السياسية والعسكرية في الكبنيت الأمر بالتحضيرات إلى اكبر واخطر معركة إلا وهي معركة خان يونس ..
ولأول مرة تتوافق التصريحات حوّل مواصلة الحرب وعدم حتى التفكير بوقفها ..
وتعنت نتنياهو وأزلامه الانصياع لمطالب العالم اجمع بوقف الحرب ..وموافقة ضمنية من امريكا ..
لقد تعدلت اهداف الحرب ضمنياً نظراً لعدم واستحالة تحقيقها ، حيث ان المجازر وقتل المدنين وتدمير كامل للمدن والأعيان
هو البديل عن تلك الأهداف إلا وهي تحرير الاسرى والقضاء على حماس ، وتأمين غلاف غزة امنياً ..
يعلم العدو ان كتائب القسام وكتائب سرايا القدس قد دمرت العديد من اليات العدو وقتل بمن فيها من الجنود في محاولات تطويق المدينة من الشمال والشرق .. وهي جاهزة لهذه المعركة والتي من المحتمل ان تكون آخر معركة في غزة ..
القصف الجوي والمدفعي المكثف والمركز مستمر وذلك من اجل المزيد من التدمير وإجبار الشعب في المدينة وأطرافها على التهجير ، وذلك تحضيراً وتمهيداً لعميلات الاقتحام البري من الشمال والشرق ..
وفي الأفق السياسي تتضارب شروط الهدنة فيما بين الطرفين المتقاتلين في اصرار كل منهما على شروطه والتي تسعى دول الوساطة لتسطيح الشروط من اجل الموافقة عليها ..
إذا الحرب مستمرة ، والمقاومة تُعمل قتلاً وتدميراً بقوات العدو الصهيونى، وهاهي تدك قوات العدو المحتشدة والمتقدمة من مناطق شرق خان يونس وتوقع بها خسائر فادحة.
المعركة الكبرى ستكون في خان يونس والتي تنذر بكارثة إنسانية تفوق كارثة غزة المدينة وشمالها ، الأمر الذي يتطلب من العالم ان يوقف هده المجازر المتوقعة .. وانقاد خان يونس ..
وفي تطور خطير طلبت اسرائيل من مصر ان تقوم اسرائيل بعمل حاجز امني على طول الحدود مع مصر والمسمى ( محور فيلادلفيا) ويمتد محور فيلادلفيا أو محور صلاح الدين من البحر المتوسط شمالا حتى معبر كرم أبو سالم جنوبا بطول الحدود المصرية مع قطاع غزة، والذي يبلغ حوالي ١٤ كيلومتراً … وفيما إذا نفذت اسرائيل هذا الاحتلال بمواقفه مصرية فانها بذاك تكون قد أحكمت حصارها الكامل وخنق قطاع غزة والذي ممكن ان يتطور الى تهجير الشعب الغزيّ الى خارج الحدود.
*عميد ركن متقاعد// كاتب وباحث في الشؤون السياسية والعسكرية