facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل يبكي المسيح في أرضه؟


د. فراس الجحاوشة
25-12-2023 06:27 PM

في ظهيرة السادس عشر من ديسمبر، شهدت غزة حادثة مروّعة عندما أطلق قناص إسرائيلي النار على امرأتين فلسطينيتين، ناهدة خليل وابنتها سمر، أثناء محاولتهما الوصول إلى الحمّام الوحيد في دير الراهبات بكنيسة العائلة المقدسة الكاثوليكية. أصابت الرصاصات الأم أولًا، وعندما حاولت الابنة مساعدتها، أصيبت هي الأخرى. هذه الحادثة الأليمة تضاف إلى سجل طويل من القتلى في غزة، حيث وصل عدد القتلى إلى 20,000، دون احتساب الآلاف الذين لا تزال جثثهم تحت الأنقاض.

في نفس اليوم، استهدفت دبابة إسرائيلية دير راهبات مرسلات المحبة، المأوى لـ54 شخصًا من ذوي الإعاقة، مدمرة خزان الوقود والمولد الكهربائي وخزانات المياه والألواح الشمسية، مما عرض العشرات للخطر.

يسلط هذا الحادث الضوء على التاريخ الممتد والموثق لاضطهاد إسرائيل للمسيحيين الفلسطينيين، بالإضافة إلى اعتداءاتها المتكررة ضد الفلسطينيين بشكل عام. في لقاء تلفزيوني، نفت نائبة رئيس بلدية القدس فلور ناحوم وجود كنائس في غزة، متجاهلة قصف الجيش الإسرائيلي لكنيسة القديس برفيريوس في 19 أكتوبر، وهي من أقدم الكنائس في العالم.

وعلى الرغم من الإنكار والتجاهل الواضح من قبل السلطات الإسرائيلية، فإن الواقع يشهد بوحشية وتمييز واضح ضد الفلسطينيين، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين. أعلنت الكنائس في فلسطين إلغاء احتفالات أعياد الميلاد هذا العام تضامنًا مع غزة واحتجاجًا على الإبادة التي يتعرض لها الفلسطينيون.

في مشهد مؤثر، تم استبدال المذود التقليدي في كنيسة الميلاد الإنجيلية في بيت لحم بكومة أحجار ودمية ليسوع الطفل ملفوفة بالكوفية، في رسالة قوية تعكس الواقع المرير. حتى الأحداث الدينية التقليدية كالمجوس الثلاثة أعيد تخيلها في سياق الاحتلال والمعاناة الفلسطينية.

هذه الأحداث تكشف عن واقع مؤلم، حيث ي٧عاني الفلسطينيون من عنف مستمر وتجاهل عالمي لمعاناتهم، بينما تستمر إسرائيل في ارتكاب الجرائم دون محاسبة. الواقع في غزة يكشف عن نزاع طويل ومعقد، مليء بالمعاناة والظلم، ويستدعي انتباه وتعاطف العالم.

تستمر أصداء الوحشية في غزة، ومعها تتكشف الأقوال المأجورة التي تحاول طمس الحقيقة وتبرير الظلم. المسؤولون الإسرائيليون، مثل فلور ناحوم، يتنصلون من الواقع بتصريحات مضللة وأحياناً متناقضة. تصريحات ناحوم حول عدم وجود مسيحيين في غزة تشكل مثالاً صارخاً على كيفية تحريف الحقائق لتناسب الرواية الإسرائيلية.

التجاهل المستمر للمعاناة الفلسطينية وتشويه الحقائق يكشف عن نهج منظم يهدف إلى تبرير الأعمال العدوانية وتحويل الانتباه عن الجرائم المرتكبة. وتبرز هذه الأقوال المأجورة عندما يتم مقارنة ردود الفعل الدولية على الأحداث في غزة مع تلك الناتجة عن أحداث مشابهة في مناطق أخرى من العالم.

تعكس هذه الأقوال تفضيلًا واضحًا وتحيزًا في التعامل مع النزاعات، حيث يتم التغاضي عن جرائم إسرائيل بينما يتم إدانة أعمال مماثلة في سياقات أخرى بشدة. الفارق في المعاملة واضح ويثير تساؤلات حول المعايير المزدوجة والأجندات السياسية الموجهة.

ما يحدث في غزة ليس مجرد نزاع عسكري؛ إنه نضال من أجل الحق في الوجود والعدالة. ويبدو أن العالم يغض الطرف عن المعاناة الإنسانية العميقة ويتجاهل صرخات الألم والظلم التي يعيشها الفلسطينيون يوميًا.

الأقوال المأجورة تخدم في النهاية لتعزيز سردية معينة وتوجيه الرأي العام بعيدًا عن الوقائع المؤلمة. ومع ذلك، يظل الحق في الوجود والكرامة الإنسانية للشعب الفلسطيني أمرًا لا يمكن تجاهله أو تشويهه بالأقوال المأجورة. يظل التضامن مع غزة وكفاحها ضروريًا في مواجهة هذا التحدي الكبير للعدالة والإنسانية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :