دروس من أهل غزة .. سكينة الروح بالقرآن (6)
د. نبيل الكوفحي
25-12-2023 04:11 PM
يختلف الناس بمرجعيات تهدئة النفوس، فبعضهم يجدها في فنجان قهوة وحالة هدوء وصمت، وآخر في الاستماع لموسيقى هادئة او غناء مطول، بينما نجد القراءة تشكل علاجا لاخرين. وعند المسلمين يجد الكثير ذلك في قراءة القران او الاستماع له.
في حالة أهل غزة؛ وتحت القصف واصوات الانفجارات وصراخ الاطفال وعبق الشهادة وبطولات المقاومين، فان القران هو الاساس الذي ترتاح له النفوس، بل يتجاوز الامر الى " تسكين الروح". يقول تعالى ( الا بذكر الله تطمئن القلوب)، والطمانينة حالة تفوق الهدوء، فطُمَأْنِينَةُ النَّفْسِ: راَحَتُهَا وَسُكُونُهَا وَثَبَاتُهَا، والطُّمأنينة :الثّقة وعدمُ القلق.
يقول تعالى في وصف كتابه العظيم ( لَوْ أَنـزلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ )، فالخشوع يطال الجماد فكيف بالانسان، شاهدنا تجارب عرضية للاستماع للقران من اشخاص من غير المسلمين ومن غير العرب، فكانوا يعبرون عن شعورهم بهزة عميقة بالنفس. وهكذا هي النفوس التي تفهم العربية، فما بالكم بالمؤمنين به على انه كلام الله الخالد الذي لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه،
لقد شاهدنا اهل غزة يأنسون بالقرآن تلاوة واستماعا، صغارا وكبارا، شاهدنا المجاهدين المرابطين في الثغور وفي الانفاق يقراونه وكانهم يجلسون بتأدب امام خالقهم عزوجل يسالونه الثبات والنصر. شاهدنا اطفالهم يتلون اياته في تعزية النفس ومواساة للمكلوم، شاهدنا الجرحى يعالجون بلا تخدير - لفقدانه- ويسكنون الالم بالاستماع للقران.