في الحروب والمعارك والصراعات التي يتبناها الساسة ويأمروا بتنفيذيها ، من خلال القادة العسكريين ، تصدر الأوامر الى المنفذين ..
المنفذين هم جنود ، ورتب عسكرية متسلسلة يكون العدد الأكبر منه الجنود ذوي الرتب الصفية والضباط صفية ، تدربوا في المعاهد العسكرية الداخلية ، على استخدام الأسلحة النارية والأسلحة الثقيلة وكذلك استخدام تكنولوجيا تلك الأسلحة،

في طبيعة الجندي انه دائماً متحفز ، بما يملكه من قوة قانونية ، وقوة بدنية وقوة نارية ، وطبيعة عمله الحقيقية هي القتال ،قتال الاعداء .. وقتال القوة المقابلة المقاتلة، حسب خطط يمليها عليه القادة على ان تكون واضحة مفهومة بسيطة غير معقدة .. متجنبة قتل المدنيين وتدمير الأعيان المدنية .

الجنود يتدربون على احترام القوانين واحترام حقوق الانسان، يتحلون باخلاق الشجعان والفرسان ، لا يتعدون حدهم حتى في القتل ..
هذه الصفاة للعسكرية من اخلاق وشجاعة وحفظ حقوق الانسان وعدم التمثيل بالجثث ، وعدم قتل الاسرى ، وعدم قتل النساء والاطفال ، الذين من العار ان يتم قتلهم .. جميعها سقطت بل هي بالأصل غير موجودة ومفقودة عند جنود وضباط جيش الاحتلال الإسرائيلي ، هذا الجيش النازي العنصري ، والذي يفتقد الى ادنى ادنى صفاة واخلاق الجندية .

عند دخول الجنود إلى مدن غزة وعند دخولهم بيوت المدنين وشققهم ، فقد كانت لهم أعمال يندى لها الجبين بل تتخطى عقول البشر، حيث كانوا يجلسون على الاثاث وبعد ذلك يحرقونه ، ثم كانوا ينبشون ملابس النساء والبنات ، ويخرجوا الملابس الداخلية ويتصوروا معها ويرسلوها الى بناتهم ونسائهم ، وكانوا يسرقون القطع الثمينة وكذاك القطع الذهبية والادوات الفضية ، والآثار خفيفة الحمل ، ولتأكيد حقدهم فقد كانوا يجمعون سجاجيد الصلاة ويلقوا بها داخل دورات المياه ، ويدوسوا على المصاحف ويمزقوها ويحرقوها ،،

لقد كان الدمار الكبير الذي خلفه القصف حافز لهم لدخول الشقق الغير مدمرة ، والبدء بتدميرها من الداخل وتدمير أثاثها .. ونبش كل محتويات هذه الشقق بشكل قذر ، وتصوير فيديوهات احتفظوا بها ومنها ما تم إرسالها وبثها ..

وهذا بعكس ما أظهرته المقاومة من تعامل إنساني محض مع الاسرى …والذي ابهر العالم وبدأت نتائجه الان في داخل المجتمع الإسرائيلي.

وقد شاهد العالم كيف يعامل الجيش الفاقد لأهلية الاخلاق الاسرى الفلسطينيين.. عندما قام بتعريتهم وحبسهم وعزلهم وتعذيبهم وهم عراه مع تنكيل .. وتعذيب .. وتجويع وتعطيش .. حتى منع عنهم الذهاب للخلاء ..

هذه الافعال الشنيعة القاصرة والتي لا يقوم بها إلا فاقد الاهلية الإنسانية والاخلاقية وصلت الى كل العالم .. وما ردة الفعل الان وتسطيح الخطاب والمواقف القاسية التي كانت في بداية الحرب .. وتحولها إلى مواقف معتدلة تصطف مع الشعب الفلسطيني هو بمثابة تحول .. وتحول كبير .. في تحول الاصطفاف من المواقف السياسية السلبية الغير مدركة لما يحصل الى اصطفاف ايجابي وخاصة لدى الشعوب الضاغطة على ادارتها.. وبدأت زيف وكذب الرواية الاسرائيلية تتكشف إلى العالم وتتعرى هذه الادعاءات والأباطيل ..

ثبات المقاومة ونفسها الطويل ، ونفاد صبر الجيش الاسرائيلي والذي يتخبط الان تحت ظل قيادات سياسية وعسكرية وضعت اهداف مستحيلة المنال والتحقيق..

ومحاولة تغيير وتعديل هذه الاهداف لتتماشى مع وقف نزيف الخسائر الهائل في عديد القوات وعدتها وعتادها ..

وهذا على ما اعتقد … سيؤدي إلى الضغط من اجل هدنة طويلة .. مع ثبات القوات الاسرائيلية على طول حزام غزة .. كقوات امنية تصطف من بيت حانون شمالاً إلى كرم ابو سالم جنوباً .. كقوات إغارة دائمة على اي موقع في غزة مستقبلاً ..

ولكن قبل ذلك لابد من المرور على ما يحصل الان من قصف وتدمير ممنهج وكبير إلى مناطق الوسط ( مخيمات البريج والنصيرات والمغازي) وكذاك ( دير بلح ) وكذاك ( خان يونس ) الأمر الذي ينذر بخطورة امرين ، اقتحامات ستكون دامية جداً ومجازر في تلك المناطق. ومزيد من عمليات النزوح والإجلاء القصري للنازحين أصلاً في تلك المناطق وللسكان ايضا ..

لذلك نحن امام مزيد من عمليات المذابح والمجازر بحق هذا الشعب الأعزل ، إذا لم يقوم العالم بوقف هذه الحرب البشعة .