اليوم، ميلاد السيد المسيح، أوقفت الاحتفالات، واقتصرت على الشعائر الدينية، في بيت لحم حيث الميلاد، تقتحم إسرائيل المدينة، تقتل كيفما اتفق، تقنص مارة، تدنس دور عبادة، لا فرق بين كنيسة ومسجد، تجرف قبور ومدافن مسيحية وإسلامية، وهناك في ارض المعركة والملحمة الكبرى، حيث قطاع غزة تستبيح جرافات وطائرات ومدافع النازية الصهيونية المستشفيات، تروع رهبان وراهبات، تقتل أطفال وشيوخ ونساء، تستبيح الجميع لا فرق في القتل، أكنت مسلما او مسيحيا، المهم أنت فلسطيني، ولذلك يحل الصهاينة دمك.
نعم في غزة لمن لا يعرف كنائس ومسيحيين، كما حال اغلب المدن الفلسطينية، فتلك البلاد لا تفرق في الديانات، فالمسيحي جورج حبش كان يدا بيد يصنع مقاومة الشعب الفلسطيني بحوار المقاومة الفلسطينية منتصف القرن الماضي، وكذلك نايف حواتمة، وبرز الأب مانويل مسلم والأب عطا الله حنا اللذان مسكا على الهوية الفلسطينية مساندين القضية والتحرر الوطني.
وفي فلسطين ولد القائد الأممي فؤاد نصار، وفيها أنشا عيسى العيسى جريدة فلسطين ومنها برز خليل السكاكيني وإدوارد سعيد، وغيرهم وغيرهم الكثير الكثير الذي لا يمكن ذكرهم جميعا فهم كثر، وجميعهم كان لهم الدور في التأسيس لحركات التحرر الوطني بحثا عن الاستقلال الشامل والكامل، وكنس الاحتلال من فلسطين وأرض الميلاد وموطن المعرج، اولئك وقفوا كتفا لكتف مع رفاق التحرر والسلاح والكتابة والفكر، رفضوا التهويد والمساومة، رفضوا تبديل مواقفهم وما يزال حالهم نفس الحال.
يدنس دواعش اليهود يوميا ارض فلسطين، يسرقون فرحة الميلاد، وشجرة الانسانية، يروعون الأمهات كما فعلوا قبل اكثر من ألفي عام، عندما روعوا العذراء وحاربوها وطاردوها واتهموها وعذبوا ابنها، وكما يدنسوا يوميا ارض المعراج في القدس والمسجد الأقصى، فالحال واحد، والقاتل معروف للجميع، والشرعية الدولية عاجزة امام غطرسة واشنطن ونازية تل ابيب.
أولئك قتلة، لا يؤمنون بالآخر ويسعون للقضاء عليه، وهل أدل على ذلك دعوات حاخاماتهم الداعشية ووصاياهم لقواتهم المتجهة لغزة والضفة الغربية بالقول:(اقتلوا على السواء الرجل والمرأة، الطفل والرضيع، بقراً وغنماً، جملاً وحماراً)، هم كذلك، وهذا ما يؤمنون به، انهم قتلة بلبوس مدني؛ قتلة بطريقة غربية، دواعش بثوب عسكر، يضحكون على العالم وما يزالون، يذرفون دموع تماسيح على كذبة معاداة السامية، وهم براء من كونهم ساميّون أصلا، وهل يعادي الفلسطيني نفسه، فالفلسطينيون يا أنتم ساميّون.
هذا العالم، لوث رسالة المسيح، وواشنطن سمحت للإنسانية ان تباد وعواصم أوروبا ما تزال تضع رأسها بالرمل، لا يريدون رؤية البطش الصهيوني بحق أطفال ونساء وأرض غزة، لا يلتفتون لما يجري في ارض الميلاد في بيت لحم والقدس وبيت جالا والطيبة وغزة والناصرة واللد وحيفا ويافا فهناك مسيحيون وبشر يعانون اضطهاد صهيوني داعشي متواصل.
ايها العالم الصامت، ايها المتباكون القتلة، هذا الشرق وحده الذي يعرف معاني رسالة المسيح والإنسانية والتعاطف والرحمة والاخوة والمحبة، هذا الشرق وقلبه فلسطين نسجوا وما يزالون تعاضدا مسيحيا- إسلاميا قل نظيره، في الشرق وبيت لحم والقدس فهمت شرائع السيد المسيح ورسالة الهادي محمد، وعرفوا ان الاستقلال غال وثمنه كبير، جلسوا في الخنادق سويا، نزلوا إلى الملاجئ يدا بيد، عرّفوا ابناءهم ان الدين لله والوطن للجميع، فعرفوا ان ثمن الحرية غال، وان الاستقلال سيأتي مهما طال الزمن وعظمت التضحيات.
في المقلب الآخر، فإن الصهاينة يأبون إلا تلطيخ الميلاد بالدم، وكيف لا يفعلون وهم لا يؤمنون بالآخر شعارهم إما أنا أو أنت، وليس أنا وأنت، ينكرون الميلاد ويسوع ويشوهون القرآن والعهد الجديد، يقتلون الجميع ويتمنون القضاء على الكل.
في تل أبيب، يجلس قتلة المسيح، يتلذذون بالدم وقتل الأطفال، وكيف لا يفعلون ووصيتهم اقتلوهم جميعا حتى أغنامهم وحيواناتهم، ولا تستبقوا منهم احدا.
الغد