لقاءات الديوان الملكي والحضور الشعبي
د.طلال طلب الشرفات
24-12-2023 05:45 PM
الوفود الشعبية الأردنية التي تؤم الديوان الملكي الهاشمي العامر -بيت الأردنيين- تعبّر عن التلاحم الأصيل بين القيادة والشعب، والالتفاف حول القيادة الهاشمية في مواقفها الثابتة تجاه نصرة الأشقاء الفلسطينيين في حرب الإبادة والتهجير التي تمارسها الغطرسة الصهيونية البشعة وما تنطوي عليه من مخاطر تمس الأمن القومي العربي، ومصالح الدولة الأردنية العليا.
السرعة والطريقة التي يتم فيها استقبال تلك الوفود تعبر عن حس عالٍ بالمسؤولية وغير مسبوقة؛ ذلك أن حالة النشوة والإعتزاز التي تعتري النفس الأردنية عند دخولها الديوان الملكي كبيرة، ويصعب إدراكها وتقدير مضامينها إلا من مسؤول يجسّد أمانة المسؤولية بحرص، ويرتقي إلى مستوى الثِّقة الملكية بمضامينها الحقيقية، وهي سمات يتصف بها رئيس الديوان الملكي بصورة لا تخفى على أحد.
الظرف السياسي الوطني والإقليمي الدقيق يستدعي دون إبطاء التواصل الدائم مع الفعاليات الشعبية؛ لتجسيد حالة التلاحم الوطني، وتوجيه رسائل مهمة تؤكد حالة الإسناد الشعبي لمواقف جلالة الملك وجهوده الدؤوبة على المسرح الدولي لوقف العدوان الإسرائيلي على الأهل والأشقاء في الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلتين.
اللقاءات النخبوية التي تجري بين الحين والآخر مهمة ولكنها غير كافية؛ ذلك أن التواصل الشعبي يجسّد المشاعر الحقيقية للناس بعيداً عن التجاذبات السياسية والتقاطعات المصلحية التي ترافق سلوك النخب السياسية منها والاجتماعية، ولعل ما يقوم به رئيس الديوان الملكي بهذا الصدد يشكل التقاطاً أميناً للتوجيهات الملكية في التواصل الحقيقي مع الناس.
الذات الأردنية بطبعها وتكوينها الفطري عاشقة لمؤسسة العرش، ومخلصة لجلالة الملك، وتنتمي لصوت الأرض وعطر الشهداء، ولربما تكون العناية المعنوية بالذات الوطنية أكثر نجاعة من كل خطابات النخب التي اتسعت الهوة بينها وبين الضمير الشعبي؛ لتأتي سياسة الباب المفتوح في بيت الأردنيين حلقة وطنية إيجابية تحسب لرئيس الديوان الملكي لوقت طويل.
يستحق الديوان الملكي ورجالاته الكبار الإشادة والتقدير، ولعل الوقت قد حان للقول بأن الرغائبية والشخصنة والشللية والجهوية المقيتة قد أضحت غائبة إلى حدٍ بعيد.