facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الاستجابة الوطنية لفيروس الايدز ما بين الوصمة والتطلعات


تهاني روحي
24-12-2023 03:29 PM

رعاية حكومية في أول مؤتمر يعقده المجتمع المدني بعنوان " الاستجابة الوطنية لفيروس الايدز بين التحديات والتطلعات". وذلك لابراز اهمية الشراكة بين وزارة الصحة ومنظمات المجتمع المدني لمساندة المصابين بهذا الفيروس ومواجهة الوصمة والتمييز المتسلل ضدهم. الى هنا هذا الخبر جميل ومثالي. ومع ذلك يبدو ان المؤتمر لم يستطع التعامل بشكل فعال للوقوف بمواجهة فعلية مع الارقام الحقيقية للمصابين في الأردن، ولا التشديد على استراتيجيات عملية لمحاربة الوصمة والتي تعتبر جزءا حيويا من تحديات مجتمعنا "المحافظ".

وعلى الرغم من تأكيد مدير مركز سواعد التغيير، عبد الله حناتله عدة مرات خلال جلسات المؤتمر على تفعيل دور القيادات المجتمعية للحد من وصمة التمميز الواقعة على المصابين ورفع مستوى الخدمات الصحية المقدمة لهم، وبالرغم من ان العلاجات الوقائية المتعلقة بهذا الفايروس شهدت تقدما نوعيا حيث يمكن للمريض ان يمارس حياته الطبيعية في حال الالتزام بالعلاج، ولكن هذا لا يغير الكثير في وجود التمييز الذي يلاحق المصابين بدءا من حياتهم المهنية وانتهاءا بالوصمة العائلية والمجتمعية.

وعندما تم اكتشاف اول حالة في الاردن وتحديدا في 1986، أظهرت عدوى الايدز انها لا تزال تشكل مشكلة صحة عامة وتعتبر المشاكل الاجتماعية والنفسية المصاحبة لها أحد التحديات الرئيسية بحسب الدكتور بسام الحجاوي استشاري الوبائيات. فالوصمة والتمييز لا تزال تشكلان حواجز رئيسية تؤدي الى ضعف الوصول الى الخدمات الصحية، وبالتالي يمكن أن يؤثر ذلك على فعالية التدخلات الصحية والوقاية نظرا لتردد او خوف المصابين من اجراء الفحص، وهذا أيضا مردّه الى نقص التوعية العلمية حيال هذا المرض بحكم ان هذه التوعية مرتبطة بممارسات جنسية فمن غير المقبول اجتماعيا أن يتم الحديث عنها، وهذا ما يفتح المجال لانتشار العديد من الشائعات والمعلومات الخاطئة المتداولة، ويزيد من التمييز ليشمل التعامل مع المريض في مؤسسات الرعاية الصحية أحيانا بسبب ضعف القدرات في التعامل مع المرضى.

بالتالي، ينبغي تعزيز التوعية في المجتمع وتوفير بيئة مشجعة للحوار المفتوح حول الصحة الجنسية دون تحفظ. كما يجب تحسين المعرفة حول الإيدز ووسائل الوقاية منه، ودمج هذه المعلومات في مناهج التعليم الطبي. كما ينبغي تعزيز التشريعات والسياسات التي تحمي حقوق المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري، والتي من شأنها أن تقلل من التمييز في مختلف المجالات. هل يمكن أن تكون هناك برامج خاصة للتوعية والتثقيف حول الإيدز في المدارس والمجتمعات؟ هذا سيكون مهمًا لتوفير معلومات دقيقة حول طرق انتقال الفيروس وكيفية الوقاية منه، ولكسر الفهم الخاطئ

إذن، يجب تعزيز التوعية المجتمعية، وتوفير بيئة مشجعة للحوار المفتوح حول الصحة الجنسية بدون تحفظ وتحسين المعرفة حول الإيدز وكيفية الوقاية منه ودمجها في مناهج التعليم الطبي وتعزيز التشريعات والسياسات التي تحمي حقوق المتعايشين بفيروس نقص المناعة البشري والتي من شأنها أن تقلل من التمييز في مختلف المجالات، فما الذي يمنع ان يكون هناك برامج خاصة للتوعية والتثقيف حول الإيدز في المدارس والمجتمعات. بحيث تشتمل على معلومات دقيقة حول طرق انتقال الفيروس وكيفية الوقاية منه. قد يكون هذا المؤتمر العلمي الأول الذي نظمه مركز سواعد التغيير خطوة أولى حقيقية تدعم النقاشات المتخصصة العلمية، الا اننا نتوقع المزيد في مؤتمرات قادمة، خاصة وانه وبعد ان تم مناقشة الجوانب الحقوقية مثل الحق في الحياة والحرية الأمان للأفراد المصابين ؛ يجب ان يكون للمريض الحق في التمتع بأعلى مستوى ممكن من الصحة البدنية والعقلية؛ وعدم التعرض للتمييز وفي الحماية المتساوية والمساواة أمام القانون؛ الحق في الخصوصية، الا ان تنفيذ هذه القوانين الجميلة التي تحمي هذه الحقوق، قد تتعثر بوجود الوصمة والوعي المجتمعي.

وأخيرا، يظهر ان عدد المصابين الحقيقين بفيروس ـ"الإيدز" أكبر بكثير مما هو معلن رسمياً، بسبب الخوف من الفحص، بالرغم من تأكيد عبدالله حناتله على الحفاظ على سرية المعلومات وتشجيع المصابين على تلقي العلاج من دون خوف من قبل فريق متخصص يستجيب للاحتياجات الطارئة للمتعايشين مع الفيروس، الا انه وللأسف لايزال الخوف لدى البعض من احتمال فقدان وظائفهم، يظل قائما. هل سننجح في تخطي موضوع الوصمة بارادة جماعية حقيقة والتي لم ينجو منها وبدرجات متفاوته أيضا بعض المصابين بالسرطان، او الكوفيد أو الأمراض المنقولة بالدم والايدز؟





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :