facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




القتل زمن الميلاد


الدكتور القس نبيه عباسي
24-12-2023 10:04 AM

(متى 2: 13-18)

بطبيعتي مُقِل في كتابة مادة إعلامية أو بياناً صحفياً أو حتى لقاءات متلفزة، إلا أن ما تمر به المنطقة عموماً وفلسطين وغزة خصوصاً ، يدفعنا جميعاً للخروج عن صمّتنِا، ليس وقوفاً مع أشقائنا فحسب، بل ولأن الضرورة تحتم على كل ذي رُشد، أن يقف صفاً واحدًا خلف جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين والحكومة الأردنية، فمواقف الدولة المُشّرفة لها ثمن يحتم علينا رص الصف الداخلي وتعزيز المَنَعَةِ في جبهتنا الداخلية ، أمّا السبب الثاني فمنطلق من إرسال الاتحاد المعمداني الأوروبي دعوة لكافة الكنائس المعمدانية التابعة لها بعدم إضاءة الشمعة الثانية في الأسبوع الثاني من شهر الميلاد لأنها تشير إلى السلام و تعاطفاً مع الوضع في فلسطين وغياب السلام في موسم الميلاد، لذلك أعادني هذا الموقف إلى زمن ميلاد الرب يسوع عندما قتل هيرودس الأطفال في مدينة الميلاد بيت لحم وضواحيها فنقرأ قول البشير متى :

“وبَعدَما انصَرَفوا، إذا مَلاكُ الرَّبِّ قد ظَهَرَ ليوسُفَ في حُلمٍ قائلًا: «قُمْ وخُذِ الصَّبيَّ وأُمَّهُ واهرُبْ إلَى مِصرَ، وكُنْ هناكَ حتَّى أقولَ لكَ. لأنَّ هيرودُسَ مُزمِعٌ أنْ يَطلُبَ الصَّبيَّ ليُهلِكَهُ». فقامَ وأخَذَ الصَّبيَّ وأُمَّهُ ليلًا وانصَرَفَ إلَى مِصرَ. وكانَ هناكَ إلَى وفاةِ هيرودُسَ. لكَيْ يتِمَّ ما قيلَ مِنَ الرَّبِّ بالنَّبيِّ القائلِ: «مِنْ مِصرَ دَعَوْتُ ابني». حينَئذٍ لَمّا رأى هيرودُسُ أنَّ المَجوسَ سخِروا بهِ غَضِبَ جِدًّا. فأرسَلَ وقَتَلَ جميعَ الصِّبيانِ الّذينَ في بَيتِ لَحمٍ وفي كُلِّ تُخومِها، مِنِ ابنِ سنَتَينِ فما دونُ، بحَسَبِ الزَّمانِ الّذي تحَقَّقَهُ مِنَ المَجوسِ. حينَئذٍ تمَّ ما قيلَ بإرميا النَّبيِّ القائلِ: «صوتٌ سُمِعَ في الرّامَةِ، نَوْحٌ وبُكاءٌ وعَويلٌ كثيرٌ. راحيلُ تبكي علَى أولادِها ولا تُريدُ أنْ تتَعَزَّى، لأنَّهُمْ لَيسوا بمَوْجودينَ».” إِنجيلُ مَتَّى ٢: ١٣- ١٨

حيث عُرِفَ عن هيرودس بالغيرة والجشع والخوف على السلطة. كما كان يخشى المنافسين المحتملين لدرجة أنه قتل ثلاثة من أبنائه لأنه اعتبرهم منافسين له للاستيلاء على السلطة. وعندما سمع من المجوس عن ملك مولود حديثًا، كانت النتيجة كارثية! لأنه اعتقد أن الطفل يسوع هو الملك الأرضي القادم المنافس له! فأصدر قراره بقتل جميع الأطفال من عمر سنتين فما دون!!

تخيل أنه كان يومًا عاديًا كأي يوم في بيت لحم و الحياة تمضي كالمعتاد، فجأة تسمع أصوات حوافر الخيول العالية تقترب، وصرخات هلعٍ في أزقة البلدة الصغيرة، حيث اقتحم الجنود المكان دون سابق إنذار، وأخذوا يدفعون الناس جانبًا بعنف ويدخلون المنازل بالقوة، ويشهرون السيوف لتهديد أي شخص يجرؤ على الاحتجاج. وعندما يجدون أي طفل يبلغ من العمر عامين أو أقل، يقومون بقتله فوراً أمام عيني أهله وأخوته دون أن يرف لهم جفن.

كان القرار فوري ومباغت، دون شكوى وقاضٍ، بلا محاكمة ولا طعون قانونية!! هو فقط تنفيذ مباشر، وهكذا حدثت المجزرة، لم يعرف الأهل أسباب هذه المأساة، وأي ذنبٍ اقترف أطفالهم ليقتلوا بهذه البشاعة!! هم فقط كانوا الضحايا المنسيون للميلاد، ذنبهم الوحيد أنهم ولدوا في نفس المكان والزمان الذي ولد فيه المخلص. هذا يجعلنا نتذكر أنه حتى وسط فرحة الميلاد هناك من عانى وتألم، وما يحدث اليوم من مجازر وقتل وتهجير ليس بجديد!! فما زال القتل موجود والتنكيل والتهجير مستمر، وهناك من أصبحوا الآن "بلا منازل"، أو لم يعد المنزل منزلاً بلا بقايا حطام!! وهناك من تبقى له غرفة أو جزء من غرفة في مكان لا يهتم أحد بالتواجد به. وهناك من سيعيش أيام الميلاد المُقبلة بلا أحبه ولا عائلة!! نعم هيرودس مات وانتهى لكن الشرور لم تنتهي! وقرار هيرودوس ما زال قائم وفعّال، لذا سنجد من يختبر المعاناة وسط فرح الميلاد.

من أجل هؤلاء نرفع صلواتنا لله لملءِ قلوبِ أهالي الضحايا بالتعزية بهذا المصاب الجلّل، ونصلِّ معهم بقلوب متحدّة ومرفوعة لرب السماء من أجل حقن الدماء وحلِّ السلام والآمان على هذه الأرض المقدسة.

ومن هنا نطالب الحكومات والمجتمع الدولي بالاستماع إلى صوت الحكمة والسياسة الدولية الرشيدة التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني المنادي دائمًا بالحق والعدل من أجل إنسانية الإنسان وحق عيشه بأمان وسلام في بلاده، دون تنكيل وقتل وتهجير، و نعلن أننا بصفتنا الروحية والرسمية أننا نلتف خلف جلالة الملك ونساند قرارته وندعم خطواته من أجل تحقيق سلام عادل وشامل في منطقتنا، وخصوصاً أننا بدأنا نستشعر الخطر المحدق بنا من كل جانب، ففي الشمال هناك عين ساهرة لا تنام لحمايتنا وصون أرضنا من عبث الأشرار وصّدِ مآربهم على أيدي حماة الديار جيشنا العربي الأردني، الذي روت دماء أحد بواسلهم قبل أيام تراب الوطن وهو يواجه عصابات الشر الذين يترصدون بوطننا من أجل بث الذعر ونشر السموم وتهديد الأمن الوطني في ربوعه الآمنة، لكن كان الأسود لهم بالمرصاد وردوا شرّهم عليهم، لذا نحن مطالبون الآن أكثر من أي وقت مضى أن نتحد بقوة وصلابة وكأُسرة أردنية واحدة خلف جلالة الملك وجيشنا العربي حتى لا يجد أعداءنا موطئ قدم للتسلل منه ليغدرونا، فالحذر واجب والتكاتف والوحدة الوطنية أولوية في قادم الأيام.

وفي الختام نرفع صلواتنا مع كافة الكنائس في الأردن والعالم من أجل أن يحل السلام في أرض السلام فلسطين أرض الميلاد والصلب والقيامة، ومصلين أن تتكلل جهود جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم بالنجاح لإحقاق السلام العادل والشامل .

حمى الله الأردن وطنًا وقيادةً وشعبًا

وكل عام وأنتم بخير.

**رئيس طائفة الكنيسة المعمدانية





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :