السبت أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 5 من جنوده، خلال المعارك في قطاع غزة، وكان قد أعلن في وقتٍ سابق عن مقتل 4 عسكريين يوم الجمعة، في جنوب غزة، وبذلك يرتفع عدد القتلى من الجنود الإسرائيليين إلى 144 قتيل منذ أن بدأ الجيش الإسرائيلي في 27 أكتوبر عملية برية في قطاع غزة ضد حركة حماس، علماً أن العديد من المصادر تفيد أن هذا الرقم غير دقيق، وأن حصيلة القتلى من الجيش هي أضعافُ هذا الرقم، إضافةً الى دمارِ العديد من الدبابات والالياتِ العسكرية الإسرائيلية!
لطالما كان لمصطلح جُنون العظمة دلالات وإشارات على فقدان السيطرة في التفكير العميق والتقدير الدقيق! جاء هذا المصطلح تاريخياً لوصفِ حالة من الإعتقاد الزائف بما يخالف الواقع، فيدعي صاحب هذا الإعتقاد خطأً إمتلاك قدرات إستثنائية وخيارات تكتيكية وإمكانيات إستراتيجية!
المتابعُ للحرب الإسرائيلية على غزة، وفي نظرة عميقة للتصريحات العسكرية من القيادات الحكومية يلمسُ بما لا يدع مجالًا للشك أن داء جنون العظمة قد وصلَ لمراحل متقدمة، فلا دبلوماسية تنفع ولا أفكار عقلانية تمنع، فالقصف العشوائي والقتل الجماعي هو العنوان الإسرائيلي في معادلة يسعى من خلالها الجيش الإسرائيلي إلى لملمة ما تبقى له من مكانتهِ العالمية بقدراته العسكرية!
شكّلت الآلاف من المشاهد المصورة للفلسطينيين خلال العدوان الإسرائيلي على غزة كسراً للأسطورة الإسرائيلية "الجيش الذي لا يقهر"! وانهاءً لحقبة الخوف من إسرائيل، وبدا الفلسطيني في مناطق مختلفة في الداخل والخارج أكثر قوة في مقاومة الإحتلال الإسرائيلي.
أخيرا وليس آخرًا، أصبح جليًا بأن صورة إسرائيل في المنطقة العربية بشكل خاص وفي العالم بشكل عام قد إهتزت، وبدت أكثر وضوحًا في أن الجيش الإسرائيلي ليس بذلك الجيش العتي ولا القوي، بل بدا أن هذا الجيش إنطوائي إستفزازي، مزاجي عشوائي، إحترافي في القتل الجماعي، ويفتقد إلى اي جانبٍ أخلاقي !