فوجئنا مساء هذا اليوم الأحد بخبر إ(ست) قالة وزيري المياه و الري و الصحة و إحالة غيرهم من المسؤولين في سلطة المياه و البلدية إلى التقاعد أو الإستيداع أو النقل.هذه المفاجأة غريبة علينا من الحكومة (الحالية وغيرها من سابقاتها)، وذلك بسبب تعودنا على رؤية و سماع مفاجعات للمواطنين تمر مر الكرام على مجلس الدوار الرابع دون أن يكلف أحد من أعضاء المجلس الموقر نفسه بمتابعة أمور المقهورين الغلابى من المسهولين و المفقودين في الثلوج و المحرومين حتى حق شم الغاز.
فالحكومة موقفها ثابت لم يتغير: لا لكل المعزولين (المقاطيع) بسبب الثلوج أياً كانت أسباب إنقطاعهم عن العالم، لا لكل من ادعى بنقص الغاز أو المحروقات في أحلك ايام الشتاء برودة، و لا ثم ألف لا للمسهولين الذين أثبتوا أنهم لا يعرفون حتى شرب المياه المعدنية و المقطرة و المفلترة بالأوكسجين و الأوزون و كل الكيماويات و الملطفات و المعقمات.
يتزاحم المسهولون بالعشرات على أبواب المستشفيات، فتردهم هذه مقهورين مقموعين بائسين: و يخرج علينا معاليه بالتصريح النافي نفياً قاطعاً وجود أي من حالات التسمم أو التلوث، ويشرب أمام كاميرات التلفزة زجاجة مياه معدنية، ليثبت للجميع كذب إدعاء المسهولين.
ف مسهولي الدوار الرابع أعرف و أدرى بالأوضاع أكثر من مسهولي المنشية.
مسهولي تقاطع جسر عبدون يعرفون بالتكنولوجيا و إدارة الإتصالات و العلوم الحديثة، فهم يسيطرون علعى الوضع بأسهل ما يمكن من التسهيلات. أما الغلابى مسهولي منشية بني حسن، فهم لم يقتربوا من تلك التسهيلات، فوجب عليهم الإسهال الحكومي.
يا معشر المسهولين:
عجبي عليكم و أنتم لم تتعلموا من درس المقطوعين في الثلوج في جنوب البلاد في الشتاء!
فهذا درس لهم للبقاء في بيوتهم عند تساقط الثلوج، حيث لا وقود و لا داعي للموت برداُ في الخارج: الأولى أن يموت الغلابى تجمداً في بيوتهم.
عجبي عليكم أنكم لم تتعلموا من درس المحرومين من الغاز في الخريف!
فهذا درس لهم بضرورة الإمتناع عن شراء الغاز، و التحول إلى المشتقات النفطية الأخرى، حيث مساهماتكم في أثمانها المرتفعة تغطي فاتورة تدفئة سكان الدوار الرابع و مياوماتهم و رواتبهم و سياراتهم و من معهم.
عجبي عليكم و أنتم لم تتعلموا أن (مسعودي) تقاطع الدوار الرابع في عمان قد لا يعلمون حتى بأساسيات و دروس سيبويه و قواعد اللغة: (عفواً... اقصد قواعد اللعبة)، فقد سقطت عندهم نقطة..سهلاً..
بالنسبة لهم، تصريف الفعل سهل يكمن في التسهيل و التسهيلات و المساهلة و التساهل مع مسهّل الأمور و المساهل،
أما أنتم، فلم تعرفوا بعد بقواعد اللعبة، التي تقول أن على المسهول أن يتساهل مع إنسهال المعدة، فهذا افضل لكم من شد الحزام، الذي لم يعد يجد بطوناً يشدها.
أكاد ادعي أن هذه الكارثة كانت في تفاقم مستمر و كل أصحاب المعالي المعنيين ينفون و ينكرون وجود أي مشكلة كانت.
أقول، حمداً لله أن جلالة الملك قد عاد إلى أرض الوطن في الوقت المناسب، و الذي أخذ مبادرة محاسبة من كان عليهم تحمل توابعها.
لكن السؤال الأخير الذي أود طرحه: هل على صاحب الجلالة أن يقوم بكل شيء و إتخاذ القرار بنفسه في كل كارثة تحل بالشعب؟
إذا كانت الحال كذلك، فلماذا إذن نحتاج إلى وزراء و إلى رئيس لهم.
كاتب و صحفي – مستقل
Akthameltall@yahoo.com