التوجيهي الجديد .. والتطبيق الفعلي لبنوك الأسئلة
فيصل تايه
22-12-2023 09:37 AM
يسعى المركز الوطني لتطوير المناهج، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، إلى إعداد بنك أسئلة لاختبارات الثانوية العامة (التوجيهي)؛ إذ إن هذه الخطوة تأتي انسجاما مع أهداف مجلس التربية والتعليم، التي تعدّ جزءًا من عملية تطوير امتحان الثانوية العامة بشكل عام، بعد موافقة المجلس على خطة التطوير بمساراتها الجديدة ، والتي عرضت على جلالة الملك ضمن رؤية جديدة تنتهجها الحكومة في الاستراتيجية التربوية والمتأقلمة مع رؤية التحديث والنهوض بمستوى التعليم ، والتي بدأ تطبيقها اعتبارا من العام الدراسي الحالي ٢٠٢٣- ٢٠٢٤ ، ذلك وفق ما كشف عنه رئيس المجلس الأعلى للمركز الوطني لتطوير المناهج: الأستاذ الدكتور محي الدين توق في تصريح لصحيفة الغد، أشار خلاله إلى أن المركز قام باختيار مجموعة من الكوادر الإشرافية بالتنسيق مع إدارة الامتحانات والاختبارات في وزارة التربية والتعليم، والذين يغطون المباحث التي سيتقدم الطلبة إليها في امتحان الثانوية العامة في الصفين: الحادي عشر والثاني عشر، حسب الخطة الدراسية الجديدة المعتمدة للوزارة .
إننا ونحن مقبلون على مرحلة جديدة بتطبيق فعلي لخطة تطوير الثانوية العامة ، لا بد أن نبين الدور الهام للمركز الوطني لتطوير المناهج في الامتحانات والتقويم التربوي، فبلا شك انه دور محوري يسهم في إنجاح عمل المنظومة الامتحانية المتعلقة بالثانوية العامة، باعتباره مركزًا متخصصًا في القياس والتقويم ، مستكملًا بذلك دوره في تطوير المحتوى الدراسي للمناهج والكتب المدرسية، فالمسؤولية التي يقوم بها في هذا الفعل التربوي التقويمي بالتعاون من إدارة الامتحانات والاختبارات في وزارة التربية والتعليم مسؤولية كبيرة؛ ذلك أن عملية بناء بنوك الأسئلة للمرحلة القادمة، تنضوي على عمل ضخم يشارك فيه أعداد كبيرة من المتخصصين في جميع المناهج والمواد الدراسية، ويحتاج إلى كوادر متخصصة ومتمكنة مدربة على أيدي خبراء مختصين؛ فالوقت يمر والحاجة باتت ضرورية لإجراءات عملية، ما يقتضي المباشرة في العمل بكل همة ومسؤولية.
لأجل ذلك، فإن المركز يعكف خلال هذه الأيام بالتعاون مع الوزارة، إلى تدريب الكوادر على أسس بناء الفقرات الاختيارية أو الأسئلة، وفنيات كتابتها ومراحلها بكل دقة وبشكل علمي وتربوي، بهدف قياس نواتج التعلم المختلفة لدى الطلاب، وفق برمجية بنوك الأسئلة التي اعتُمدَت لاستخدامها لغايات تخزين الأسئلة ومراجعتها وتدقيقها علميا وفنيا قبل إقرارها؛ لتكون ضمن تجمع الأسئلة.
إن الخطوات الذي يسعى المركز الوطني لتطوير المناهج ووزارة التربية والتعليم إلى تحقيقها في بناء بنك للاسئلة، هي الأخذ بالاعتبار الخصائص التي توفر رصيداً كبيراً من المفردات أو الأسئلة أو الفقرات الاختبارية لمحتوى أو محتويات دراسية، تُصنّفُ وتُنظَّم ليُصار إلى تشكيل اختبارات لقياس التحصيل الدراسي للطلاب، وذلك لإتاحة الفرصة المتأتية من وجود عدد كبير من الأسئلة للمادة.
وبذلك، فمن المتوقع أن يُجهَّز ما بين ٨٠٠ إلى ١٠٠٠ سؤال لكل مبحث، لتُستَخدَم في تكوين نماذج من الأوراق الاختبارية المتكافئة، والتي تحقق العدالة وتناسب مستويات الطلبة كافة، مع تحديد مواصفات كل سؤال من حيث: مجال السؤال وناتج التعلم الذي يقيسه السؤال والمستوى المعرفي للسؤال؛ من الفهم والتطبيق والتحليل والتركيب والتقويم وحل المشكلات والإبداع.
يجب أن نعي تماما أن تحقيق الموضوعية في تقويم التحصيل الدراسي للطلاب يعدّ هدفاً أساسياً لبنوك الأسئلة، كما أن بنوك الأسئلة فرصة لقياس العمليات العقلية العليا؛ إذ تسهم في توفير وقت وجهد المعلم في بناء الاختبارات التحصيلية العادية، وذلك بحصوله باستمرار على اختبارات جديدة من بنوك الأسئلة تلك، طبقاً لمواصفات وأهداف المقرر الدراسي، ويتيح له هذا أن يركز جهوده على الجوانب الأخرى من العملية التعليمية؛ فمن المعلوم أن من امتيازات بنوك الأسئلة: تخفيض عوامل القلق والرهبة والتوتر المصاحبة لموقف الامتحان؛ وذلك باستخدام عينات من تلك الأسئلة للتقويم المستمر على مدار العام الدراسي، حتى يألف الطلاب أنواعا متعددة من الأسئلة، وبحيث لا يؤثر هذا على سرية الامتحانات.
إننا ونحن أمام مرحلة جديدة لامتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة، فالأولوية الأولى ستكون في هذا الفعل للثانوية العامة ضمن برنامج تطويري طَموح، تقوده وزارة التربية والتعليم، وذلك بالمباشرة بتطبيق فعلي جدي لبنوك الأسئلة، اعتباراً من العام الدراسي القادم لطلبة الصف الحادي عشر الذين سيجلسون للسنة الأولى لامتحان الثانوية العامة بأربعة مباحث هي: اللغة العربية، واللغة الإنجليزية، والتربية الإسلامية، وتاريخ الأردن، ونأمل في المستقبل القريب، أن يكون هذا البرنامج التقويمي التطويري شاملا، وأن تُتاح بنوك الأسئلة لجميع المراحل التعليمية، بدءًا من الصف الرابع الأساسي.
بقي أن أقول: إن من الضروري أن يكون هناك نقلة كبيرة في مستوى أسئلة الامتحانات عبر البرنامج؛ فتصبح نوعية الأسئلة قابلة لأن تقيس الفهم وليس الحفظ فقط، وأن لا تأتي حرفيةً من كتاب المدرسة، ما سيجعل الطالب يبحث عن المعلومة بشكل مستمر؛ فالتقييم الحقيقي الذى يؤهل الطالب إلى سوق العمل، هو الذى يجعله دائم التفكير في الحلول والمشكلات، إذ إن الامتحانات عوامل أساسية في تقييم الطالب وقياس مدى استيعابه للمنهج والنظريات التعليمية والأدبية.
والله ولي التوفيق..