قِف في رُبى السلط معتزاً بأهليها
وناج غزة،
واهتف باسمها تيها
وابعث تحية ملهوف لنصرتها
وغنّها، أنت اولى مَنْ يُغنيها
هذي الأخوة باسم الله قد عقدت
عمان قلعتها، والله حاميها

أحاول أن أسترد ربيع الكلامْ
وأن أنقش الشعرَ أسمى وسامْ
وأن استعيد صليل السيوفِ
ومعنى الإباء الذي لا يُضام
فإذ هو في غزة المجد أعلى مَقامْ
*
يليقُ بغزةَ هذا الشموخُ
وهذا البهاءُ
وهذي المهابة والكبرياء
فغزةُ سيدة الشعر والنثر
سيدة القول حينَ يُغني الرصاص
ويُوَقَعُ فوق رقاب الغزاة القصاص
تقول الحبيبة: غنِ لغزةَ
أطلق لأحصنة الشعر والقولِ كلَّ الأعنّة
فغزةُ مقبرة للغزاة
وغزةُ فاتحة للغات
وغزةُ بادئةٌ لانبثاق الحياةْ
*
وغزةُ تخرج عن صمتها
إذا أغلق القهرُ مِن حولها
جميع الجهات
وغزةُ تكتم أحزانها
وتكتب بالدمِ معنى الثبات
تقول الحبيبة : "غنّ لغزة"..

فأرخي لأحصنة الشعر والقولِ كلَّ الأعنّة؛
فغزةُ مُذ كان فتيتها في الأجنة ..
تجيد النزالْ،
وتجعل من عاليات الخصالْ
فرضاً وسنة.
*
أغني لغزة؟!
كيف يكون الغناء
وهذي الدماء تسيل
ويستشهد الطفلُ
قبل الولادة
وبعد الولادة
وفي عمره الغضِّ
يولد بعد الشهادة
ويطلع من جرح غزة
زهراً وورداً وقمحاً
ونسلاً قوي الإرادة
*
أغني، لعلي احرك هذي الجموع
التي أدمنت صمتها
واوغل فيها اعتياد غريب بليد
وأضحت تجرجر أقدامها
بثقل الحديد
*
أغني كأن الغناء بديلٌ من الفعلة!!!
فكيف يلبي الغناء الإرادة؟!
أغني لغزة..
وغزة تدفع للحرب أبطالها
وتُلقي إلى الساح أثقالها
وتسقي الغزاة الكؤوس الزؤام
وتفتح للقدس باب العبور
وقد حقق الله آمالها
*
فغزة حين يجن الظلام
ستَحْضُن زيتونها وتنام
وحين يضئ الصباح
تهدهدُ نخلتها الباسقةْ
ويورق فوق الجراح
السلام ...

*الشاعر د. محمد ناجي عمايرة