الجيش رمز عزتنا وكرامتنا وعزم النار الذي لا يهدأ ولا يصدأ ولا يلين؛ لا يأبه لنفاق الساسة، وقلق الدبلوماسية الهادئة. رجال امتشقوا الشَّرف دون ترف منذ نعومة اظفارهم، وقبضوا على الزِّناد رفعة ورجولة ووطنية، رفاق القائد الذي تعلموا في مدرسته الشَّريفة أنَّ يزأروا؛ المنيَّة ولا الدَّنيَّة، وأنَّ حمى الوطن وسيادته دونها الرِّقاب دون عتاب.بركان غضب، ورواية لهب إنْ حلَّ بالوطن ضيم أو أستبدّ به حيف.
قلنا مراراً إنَّ الجيش العربي الرابض في الجنبات لن ينتظر ألم غادر او مرتزق جائر، وقلنا أكثر أنَّ محاولات القفز على الدَّور الأردني سياسياً وعسكرياً في كبح جماح ميليشيات العبث الإجرامي لن تفلح ولن تُفضي إلى شيء؛ بل رفعنا الصَّوت عالياً تجاه كلَّ حدبٍ وصوب بأنَّ اجتثاث عصابات الإجرام والإرهاب لا يمكن أن ينجح إلا بسواعد أردنية، وزناد وطني برسم الغضب المباح، والعزم المتاح، وتعاون إقليمي عاقل يغادر مساحات التَّذاكي والقفز في الهواء.
قطرة دم شهيد من بواسل الجيش تعادل كل مساحات الصبر المسجّى في سفر ضمائر الشُّرفاء، وبادية الشَّمال التي تحتضن الجيش بأهلها وتلالها وهضابها، وشرفاء العهد والوعد منها؛ ستبقى مقبرة للمجرمين وتجار الموت، ولعل تاريخ أبنائها في لجم ميليشيات الصَّلف والحقد قبل عقود شاهدة على وفائها الوطني الكبير، وقد آن للحكومات -كل الحكومات- الإدراك بأنَّ البادية الشَّمالية بنبل أهلها وترابها من حواضر الوطن الكبار ؛ العصيّة على التَّجاهل والتَّذاكي والإنكار.
الجيش، كلُّ الجيش حدقات العين المكلّلة بالتَّاج، والقائد الأعلى بشرى الحسين الباني طيب الله ثراه لنا معشر الأردنيين، والقائد الصَّلب الشُّجاع بتوجيهاته السَّديدة التي تجتث الإجرام في مهده، والصلَّف بين أهله، توأمة خالدة بين القائد وجنوده، ونشامى من حماة الأرض والعرض ما كانوا يوماً إلا المخلصين الأُباة للوطن والقائد.
محاولات تقويض الأمن الوطني، وسيادة الدولة؛ يجب مواجهتها بكل حزم، ورصّ الصفوف والإلتفاف الصادق حول قيادتنا، والمنطقة العازلة الآمنة يجب أن تكون خياراً للدولة الأردنية إذا استمرت الميليشيات الإجرامية وقوى الشَّر والجريمة المنظمة في محاولات تقويض السَّيادة الوطنية، وثمّة نقاش في الظل آن أوان الخوض به مع كل أطراف الضَّرر ودفعه والمتسببين فيه قبل ان يصنع الجيش رحى الرِّيح التي لا نريدها لأحد.