facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الطوفان ضرورة وليس خيارا


نمر حسين الكسابره
20-12-2023 12:46 AM

لا يخفى على احد احداث عملية طوفان الاقصى التي بدأت في السابع من اكتوبر بقيادة حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية والتي كان الدافع خلف هذه العملية الكبيرة اسباب داخلية وخارجية عدة كانت تؤشر بتصفية القضية الفلسطينية من خلال محاولات الاحتلال الاسرائيلي زيادة هيمنته في الاراضي الفلسطينية المحتلة وفي الوطن العربي فعلى المستوى الداخلي (فلسطين المحتلة) ينقسم الامر الى خمس محاور رئيسية موزعة على النحو التالي الفلسطينيين في الاراضي المحتلة سنة 48 والضفة الغربية ومدينة القدس وقطاع غزة وملف الاسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي حيث بدات الاحداث في هذه المحاور الخمسة بالتصاعد بعد تولي حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة سدة الحكم حيث في المناطق المحتلة عام 48 اخذت العصابات المرتبطة بالشاباك تدمير الحياة للفلسطينيين من خلال نشاطها الاجرامي في بيع المخدرات والاسلحة وفرض الاتاوات على التجار وترويع الفلسطينيين حيث تنامى معدل لجريمة بشكل متسارع في عام 2023 حيث وصلت جرائم القتل الى ما يزيد عن 194 حالة بحسب التقارير الواردة حيث تهدف هذه العصابات التي يديرها الشاباك الاسرائيلي ايجاد بيئة غير امنة لدفع الفلسطينيين على ان يتركوا املاكهم وارضهم ويهاجروا الى دول اوروبا وامريكا يترافق ذلك مع عروض يتم تقديمها للفلسطينيين لتشجيعهم على الهجرة وكان مشروع التهجير يسير بوتيرة متذبذبة بين الفئات الشبابية التي تبحث عن بيئة امنة وتأمين مستقبل خارج فلسطين .

أما في الضفة الغربية لم يكن الحال يسير بشكل افضل فقد كانت الحواجز التي تنصبها قوات الاحتلال تقطع اوصال الضفة الغربية وتشكل صعوبات للفلسطينيين في التنقل حيث بلغ عدد هذه الحواجز ما يزيد عن (176) حاجز ناهيك عن التفتيش المهين على هذه الحواجز وما تشكله من انتهاك صارخ لكل القوانين الاخلاقية والانسانية كل هذا يتزامن مع حملات اعتقال وتنكيل في مدن الضفة الغربية ولم يتوقف الامر الى هذا الحد، بل اعلنت حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة عن مشاريع استيطانية جديدة في الضفة الغربية ومصادرة اراضي الفلسطينيين والحجز على اموال السلطة الفلسطينية من وقت لاخر وبالانتقال الى مدينة القدس لم يكن الحال افضل كانت دعوات اليمين الاسرائيلي باقتحام المسجد الاقصى تتزايد من حين الى اخر وكانت هذه الاقتحامات تترافق بالاعتداء على المصلين وتدنيس المسجد الاقصى المبارك من قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين زادت وتيرة هذه الاعتدائات بشكل ملحوض خلال الخمس سنوات الاخيرة وترافق ذلك ايضا مع توسيع الاستيطان في مدينة القدس وزيادة الاعتقالات والاعتداء ايضا على المصليين المسيحيين في القدس من خلال البصق عليهم حيث تذرع الاسرائيلين ان هذا سلوك يعبر عن شعيرة دينية لديهم وبالانتقال الى قطاع غزة التي حولها الاحتلال الى اكبر سجن بشري مفتوح خلال الثمانية عشر عام الماضية فرض الاحتلال على القطاع الذي تبلغ مساحته (365) كيلوا متر مربع ويسكنه مليونين ومئتي الف فلسطيني حصار خانق لدرجة ان الاحتلال اجرى بحوث ودراسات على نسبة السعرات الحرارية التي يحتاجها المواطن الغزي ليبقى على قيد الحياة يترافق مع ذلك عدم وصول التيار الكهربائي الا لمدة لا تزيد عن ستة ساعات يوميا على احسن تقدير رافق ذلك الاغتيالات والغارات الجوية التي تنفذها قوات الاحتلال بشكل شبه دائم على القطاع ادت هذه الظروف الى هجرة (160) الف مواطن فلسطيني من قطاع غزة بحثا عن فرص عمل ومستقبل خارج القطاع اما بالنسبة لوضع الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال يكفي ان اذكر الاسير الفلسطيني باسل العيايدة الذي خرج من سجون الاحتلال ولم يستطع التعرف على اهله بعد ان امضى (11) عام في سجون الاحتلال فالتنكيل بالاسرى لم يقتصر على الرجال فهنالك اطفال ايضا كبروا في داخل السجون مثل الطفل احمد مناصرة وغيره الكثير وهنالك ايضا نساء مثل الاسيرة المحررة اسراء الجعابيص التي لم يقدم لها العلاج رغم كل الحروق التي تعرضت لها بسبب الاحتلال هذه الحالات كفيلة ان تشكل لديك الانطباع عن وضع الاسرى في سجون الاحتلال وما يتعرضون له من تعذيب.

أما عن الوضع الخارجي فالاحتلال الاسرائيلي يسعى الى الاندماج في المنطقة هنا لم أذكر كلمة التطبيع لان التطبيع يعني اقامة علاقات طبيعية مع الدول اما الاندماج يعني ان يستطيع الاحتلال تكوين شراكات اقتصادية وعسكرية وهنا تكمن الخطورة لان الاندماج الذي كان شمعون بيرز منظرا له يسعى لتحقيق نفوذ يوصف بالاحتلال الناعم في المنطقة العربية حيث ذهبت بعض الدول العربية لتطبيع علاقاتها مع الاحتلال ودول اخرى سعت لذلك مقابل مكتسبات عسكرية لتحقيق حماية ذاتية لمشاريعها التنموية مما يجعل الموضوع على الساحة السياسية الفلسطينية ينذر بسقوط المبادرة العربية التي تقول انه حال قيام دولة فلسطينية ستذهب الدول العربية وتطبع علاقاتها مع الاحتلال، لكن ما يحدث الان ان بدات بعض الدول العربية بتطبيع علاقتها مع الاحتلال قبل قيام دولة فلسطينية ولا بد ايضا من الاشارة الى المشاريع الاقتصادية التي يطمح الاحتلال بتحقيقها وهي انشاء خط تجاري يربط الغرب بالشرق وانشاء قناة بنغوريون على غرار قناة السويس التي تربط البحر الاحمر بالبحر الابيض المتوسط والعقود التي وقعها الاحتلال مع الشركات الغربية لاستخراج الغاز الموجود في البحر الابيض المتوسط قبالة سواحل قطاع غزة.

كل هذه الاحداث والانتهاكات وتدنيس المقدسات ومصادرة الاراضي وزيادة الاستيطان والالتفاف على القرارات الدولية والعمل على تهجير الفلسطينيين والالتفاف على القضية الفلسطينية لاجهاض حل الدولتين ادى الى ما آلت اليه الامور في السابع من اكتوبر، حيث كان الطوفان ضرورة وليس خيارا ضرورة للحفاظ على القضية الفلسطينية التي تعاني من احتلال كولونولي احلالي يوصف بانه الأسوء على مدار التاريخ الحديث..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :