منذُ بداية معركة طوفان الأقصى لم يتوانى الموقف الرسمي، أو الشعبي الأردني عن تقديم الدعم المطلق للأشقاء في قطاع غزة. فقد قاد الأردن مشروع غطاء سياسي على محورين رئيسيين منذ بداية العمليات العسكرية، حيث كان المحور الأول يتضمن إفشال مشروع التهجير القصري للشعب الفلسطيني في الضفة وغزة. بينما شمل المحور الثاني تغطية معركة المقاومة الفلسطينية سياسياً أمام المسرح العالمي، وكشف أكاذيب السردية الإسرائيلية التي لطالما طغت على الإعلام الغربي مبررة لدولة الكيان عمليات التطهير العرقي التي لطالما مارستها ضد الشعب الفلسطيني.

فمن خلال هذا الغطاء السياسي الإستراتيجي الذي وفره الموقف الرسمي الأردني المتقدم للمقاومة الفلسطينية، إستطاعت المقاومة الإستمرار في عملياتها العسكرية على الأرض ومن دون هذا الغطاء لكانت بنادق المقاومة مكشوفة أمام الأصوات الداعمة لإسرائيل، التي كانت ولازالت تحاول شرعنة الإبادة الجماعية التي تمارسها ضد الشعب الفلسطيني.

لم يكن هذا الغطاء مجانياً بل أنفق الأردن وبسخاء في سبيل هندسة الدعم اللوجيستي السياسي اللازم للمقاومة، للإستمرار في معركتها الكثير من رصيده السياسي الدولي. مما أغضب إيران التي كانت تحاول أن تزج بكل من مصر والأردن في أتون هذه الحرب. وكعادتها قامت إيران من خلال عصاباتها على الأراضي السورية بمحاولات تضيق وتشتيت للأردن بهدف حرف البوصلة السياسية من فلسطين إلى وجهة أخرى في إطار عملية إبتزاز رخيصة تحاول من خلالها تحجيم الدور الاقليمي للأردن في المنطقة.

على النظام الإيراني أن يكف عن محاولات الظلّ التي تهدف إلى إختراق الأردن من خلال زعزعة أمن الحدود، التي تمارسها إيران و بوتيرة متصاعدة خلال السنوات الماضية. هذا في حال أرادت إيران أن تتحول من دولة منبوذة في إقليمها إلى دولة طبيعية. وهذا بالتأكيد غير حاضر في ذهن النظام الثيوقراطي الذي يقود إيران منذُ عقود.

أما على الجبهة الغربية للأردن فقد حرص جلالة الملك على توجيه ثلاثة رسائل عملية للعالم من غزة، كان أولها إختراق الحصار الدولي المفروض على القطاع من خلال عمليات إنزال جوي، وثانياً وصول سمو ولي العهد إلى العريش مُرتدياً الزي العسكري في رسالة مضمونها أن الجبهة المصرية هي جبهة أردنية، وثالثاً كان مشاركة الأميرة سلمى في عمليات إنزال جوي فوق قطاع غزة في رسالة شديدة اللهجة من الملك لإسرائيل إننا على إستعداد أن نضحي بأي شئ في هذه الحرب.