لم يكن مفاجئاً أبداً ما أقدمت عليه عصابات مارقة ومسلحة مستهدفة حدودنا الشمالية أول أمس، ولطالما حذرنا مراراً وتكراراً من أن هذه الاستباحة المفرطة للخاصرة الجنوبية من أرض الدولة السورية الجارة من قبل جماعات خارجة على القانون والنظام والشرعية وعابرةً للحدود ومدعومة من قبل قوى إقليمية ودولية تشكل ودون ريب تهديداً مباشراً لأمننا الوطني الاردني أولاً ولمنظومة الأمن والاستقرار لدول جوارنا العربي والاقليمي.
ولقد حرصت الدولة الأردنية الهاشمية انطلاقاً مما يحكمها من قيم أخلاقية وإنسانية راقية ونبيلة وأعراف دبلوماسية عريقة على إدامة التواصل الإيجابي والاخوي مع مجموعة صنع القرار في سوريا الشقيقة، وكذلك مع الدول الإقليمية صاحبة النفوذ الفض على الأرض السورية أملا في وضع حدٍ لهذا الاستهداف الممنهج والمدروس لمنظومة أمننا الوطني الاردني، ولكن دون جدوى! .
واليوم .. وحين تستهدف ارضنا ويستهدف أفراد قواتنا المسلحة الباسلة بالقتل جهارا نهارا.. وحين يُصرُ مسلحون مجرمون وحاقدون على تهريب أسلحةٍ نوعيةٍ وصواريخ وقنابل ومتفجرات إلى داخل ارضنا، يتأصل لدينا اليقين بأن هناك ثمة مشروعاً تآمرياً مبيتاً يستهدف هذا الوطن الغالي وقيادته وأهله، الامر الذي يتطلب أن تكون الدولة "كل الدولة" وبكل ادواتها "حكومتها،وجيشها، وشعبها، وأجهزتها الأمنية" بأعلى درجات الجاهزية واليقظة والحذر ، فالقادم جدُ خطير والايام حبلى .
ولعل هذا الاستهداف الإجرامي الخبيث يأتي في سياق مواقف الحاقدين والجاحدين والمتآمرين القاصدين تشويه الجهود الأردنية الهاشمية العظيمة التي يقودها جلالة الملك المفدى، وولي عهده الأمين، على الساحتين الدولية والإقليمية نصرة لأهلنا في فلسطين وفي غزة هاشم، ودفاعاً عن حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على أرضهم وارض آبآئهم وأجدادهم ، وذوداً عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف.