الحدود الأردنيّة بجيشها العربيّ مقبرة أبديّة للعابثين
حاتم القرعان
19-12-2023 07:40 PM
في هذا التّوقيت تحديداً تمرّ المنطقة والشّرق الأوسط برمّته بمنحنيات صعبة، تختلط بها النّوايا والإتجاهات ، ومن الطّبيعي أن تنفتح قريحة الخارجين عن القانون والمخرّبين لبث حالة من الفوضى عبر الحدود للدول المجاورة، سيّما أن بلدانهم تشتكي من حالة إنفلات لأنظمتها وسياستها، مستغلّين أمرين، الأول الظّروف الجّويّة التي تسهّل بمنظورهم مهامهم الإجراميّة، والآخر هدفهم السّياسيّ لوضع العصى بطريق الأداور الوطنيّة الملموسة المسخرّة لحلّ القضايا العربيّة المهمّة وتشتيت ما تسعى إليه .
الجّيش العربيّ الأردنيّ بصولاته وجولاته العربيّة والإسلاميّة، يعرّف عن نفسه ببطولاته ومشاركاته عبر التّاريخ، وجسور ثقة الإردنيين بهِ لا تنقطع، ونقدّمه مثلاً حقيقيّاً كقوة عسكريّة قلّ نظيرها، تدوس من تسوّل له نفسه العبث بأمن وأمان الأردنّ، ومن يفسّر خطابات جلالة الملك في كلّ المواقع، يعرف قيمة الجّيش الذي يتسلّح بهِ الأردنّ والأردنيين ، وما نشاهده في مُختلف الميادين شاهداً ودليل .
رصدت السلطات الاردنية تصاعدا كبيرا في عمليات تهريب المخدرات إلى الأردن طوال عام ٢٠٢٢م ، بعد إن كانت محاولات لتهريب الدخان والمواشي والمواد الغذائيّة ، لتتحوّل إلى عمليّة تهريب المخدّرات ، من مدينة الكبتاغون السوريّة تحت رعاية الأسد، بعد أن مزقّتها الحرب على أهلها، لتصبح موطناً للمخدّرات ، كانت آخرها في ساعات الفجر يوم أمس ، ومحاولة إختراق الحدود الأردنيّة مع سوريا ، ومحاولة إدخال مخدّرات وصواريخ من نوع روكيت لانشر وآر بي جي وألغام ضد الأفراد وأسلحة قنص، بمساعدة فرق مسلحة متدرّبة ، بالتّعاون مع ميلشيات وجماعات من الدّاخل السّوري ، بعد إن تحوّلت لإشتباكات بالنّيران .
يرى مسؤولين أردنيين، أن هذه الجّماعات المسلّحة تأخذ الضوء الأخضر من حزب الله وإيران وتمثلها ميلشيا الأسد، والجّيش الأردنيّ في حدوده الشّماليّة المنطقة الشّرقيّة يجري إشتباكات ضارية تكسر شوكة المعتدين ويخبرهم بلغة السّلاح أن الأردن ليس ممراً لمخططاتكم، وأن الحدود الأردنيّة مقبرة لأمثالكم عبر إشتباكات طالت لساعات متأخرة من اليوم ذاته .
جلالة الملك عبدالله الثّاني ابن الحسين، سبق وأن إلتقى بحرس الحدود وطلب منهم "بدي عين حمرا ومعنويّة عاليّة" ، وتبقى كلمة الجّيش هي المسموعة داخل الميادين المختلفة .
رئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الركن يوسف الحنيطي، يؤكّد استخدام جميع الإمكانات والقدرات والموارد لدى القوات المسلحة لمنع عمليات التسلل والتهريب والتصدي لها بالقوة، للحفاظ على أمن الوطن واستقراره وسلامة مواطنيه، وملاحقة كل من ينوي العبث بمقدّراته، ونجح قائد الجّيش بالتّعامل مع إختيار قادة مناطق الحدود للتعامل مع مثل هذه الظّروف .
أثبت قائد المنطقة العسكريّة الشّرقيّة وكافّة أفراد المنطقة في إشتباك الأمس، تميّزاً وجاهزيّة في القتال والذود عن حِمى الوطن ، مما يؤكد كفاءة القادة والإختيار الأمثل لهم، يوم أمس أجادت المنطقة الشرقيّة قبضتها على الأحداث بروح قيادتها وذكائها، وضربت مثلاً لا يمكن تركه.
أردنّ النّشامى لا يمكن العبث بهِ ، وإن الجّيش العربيّ إن أردتم ينتظركم وحدوده مقبرة لكم .
حفظ الله الأردن وحفظ الله جلالة الملك عبدالله ابن الحسين وولي عهده الأمين..