بعد ان كانت عمليات التهريب تقتصر على المخدرات بأنواعها والدخان والأغنام وكانت عمليات التهريب تنفذ على الأرض ومن خلال السيارات او المتسللين او الأغنام واستخدام البهائم مستخدمة جميع أنواع الأدوات والمعدات عن طريق المعابر الرسمية ( جابر ، الرمثا ) او عن طريق طول الحدود مع الجانب السوري ٣٧٥ كلم من الحمة الأردنية إلى الركبان ..
إلا أنه تطورت هذه الأساليب في الاونة الأخيرة واستخدمت التكنولوجيا المتطورة التي تنقل المخدرات مثل الطائرات المسيرة، الدرونز والتي ليس هدفها فقط نقل المخدرات بقدر ما تقوم به من تصوير وبث عن المواقع والثغرات ومتابعة عمليات التهريب ..
جميع اسباب عمليات التهريب للمخدرات هي جني الاموال والتجارة والترويجي الداخلي والمرور إلى دول الخلج ايضاً من اجل الاموال .. وهذا يعطي مدلول اكيد ان هناك من يتعاون مع هولاء المهربين من الداخل ، وإلا كيف يتم استلام وتوزيع وبيع هذه المخدرات وخاصة الكبتاجون والهيروين …والحشيش..
والسبب الأعمق هو تدمير الشباب والمجتمعات بهذه الافة وإغراقه في التوهان وتدمير وهلك البنية الاجتماعية والاقتصادية، على حد سواء .
اما ما رأيناه بالأمس فان عمليات التهريب قد اخذت منحاً آخر ألا وهو. تهريب الأسلحة والمتفجرات إضافة إلى المخدرات .
كميات الأسلحة ونوعها المهربة تنذر بخطورة الموقف ، وذلك نظراً لنوعية الأسلحة المهربة ( روكت لانشر ، أبيلاس ..ار بي جي ، اسلحة فردية أتوماتيكية. ، متفجرات ، وادوات تصنيع المتفجرات ..
عدد الأفراد الذين حاولوا التسلل والدخول بالقوة تسعة عناصر ، مع هذه الأسلحة المتطورة فان الهدف هو ما يلي :
تأسيس نواة خلية مسلحة حيث يعتبر العدد الملقى القبض عليه ما يساري جماعة عسكرية متكاملة للعمل بشكل متقن .
تنفيد مهمة خطيرة داخل الأردن ..حيث ان هذه الأسلحة والمتفجرات قادرة إذا ما دخلت ان تقوم بعمليات تفجير كبرى مع إطلاق الصواريخ من القواذف ، والرماية بالأسلحة الفردية الأتوماتيكية ( زرع المتفجرات ، الانتظار ، الرماية بالقوادف ، الاجهاز بالأسلحة ) ضد السيارات المصفحة او المعسكرات او القواعد العسكرية.. والبنايات الاسمنتية .
اما لماذا يتم تهريب المخدرات مع الأسلحة ، فان هذه العمليات وتنفيذها يحتاج إلى اموال ودعم لوجستي من اجل ، استئجار السيارات المصفحة والدفع الرباعي ، واستئجار الشقق وشراء الخلويات والثريا ومن اجل الإسناد اللوجستي ككل .. لهذه العملية .. وكذلك شراء الذمم .
ومن الاسباب ايضاً ، تهريبها بالتنسيق مع خلايا او خلية داخل الوطن والبدء بعمل تنظيم كبير من اجل تنفيذ عمليات كبيرة ..
نعلم والجميع ان كل هذه المحاولات لضرب وزعزعة الامن القومي الأردني ..
ان الفراغ الامني ، وعدم السيطرة على الجنوب السوري ووجود الجماعات المسلحة والارتباطات لهذه الجماعات مع سوريا او داعس او حزب الله او ايران او الجماعات الأخرى .. وبالرغم من الاتفاقات والزيارات والدبلوماسية وعقد المعاهدات بين مع الجانب السوري والتي كانت من اهمها المنع والسيطرة على مناطق التهريب ، ومنع حرية عمل هذه المجموعات ، وقد تم البدء بالفعل بتسطيح الخلافات والبدء بالمقاربة خطوة بخطوة إلا ان عمليات التسلل والتهريب تصاعدت وزادت كما ونوعاً واصبحت اكثر خطورة ، بالتوازي مع هذا التقارب .
وهذا مرده إلى عدة أمور :
عدم السيطرة من قبل النظام السوري على الجنوب وعدم احكام السيطرة عليه وخروج هذه المجموعات عن ارادة النظام وانها هي التي تسيطر عليه لا هو ، او ان يكون النظام على علم بهذه العمليات ويكون شريك معها ويغطي على عملياتها .. من اجل الضغط على المواقف الأردنية للضغط على الدول لانفتاح اكثر على النظام السوري للمساهمة في تقارب اوسع وفك الحصار ولو جزئيا عن النظام السوري ..
والهدف الأشمل محاولة الضغط على الأردن لتغيير مواقفه الراسخة الثابتة تجاه القضية الفلسطينية .
ولكن نحن نعلّم مآلات هده العمليات التي من شأنها ادخال المجموعات المسلحة المجرمة التي عاثت وتعيث إجراماً وفساداً ..إدخالها الى الوطن وجره الى الاقتتال .. حتى يتم السيطرة عليه كما تمت السيطرة على عواصم عربية توجهها ايران كما يحلوا لمصالحها الخبيثة ..
إذا يجب. التفرقة هنا ما بين البعد السياسي والبعد الامني حيث راينا في الفترة الأخيرة العديد من الزيارات المتبادلة والاجتماعات والعلاقات الدبلوماسية..
وهذا هو البعد السياسي الدبلوماسي
والذي يختلف اختلاف كلي عن البعد الامني والذي هو خط احمر بالنسبة للأردن والاردنيين.. فلتذهب جميع الاتفاقيات العلاقات إلى الجحيم إذا ما اريد بالأردن الوطن سوء ..
إذا بالرغم تسطيح الموقف السياسي مع الجانب السوري والعراقي إلا انه لا زالت هذه الدول تغض الطرف بل تساعد هولاء المهربين والمسلحين بتجاوز الحدود ..
نحيي قواتنا المسلحة الباسلة الساهرة على أمن الوطن ، والمطلوب الان رص الصفوف وتفتيح العيون من جميع المواطنين..
والمطلوب سياسيا، ايجاد منطقة امنة على طول الحدود السورية من الجانب السوري لا تقل عن ٥٠ إلى ٧٠ كلم ، في العمق السوري، والسيطرة على هذه الحدود .. ومتابعة عمليات القصف الجوي لمراكز هذه المجموعات ومصانع مخدراتهم .
والمطلوب امنياً الضرب بيد من حديد على كل تجار المخدرات والمتعاونين مع عصابات تجار المخدرات وخاصة الممولين لهذه الآفة الخطيرة، وهذه واجب المجتمع ككل بالتماسك والتعاون المطلق ..
*عميد ركن متقاعد // كاتب ومحلل شؤون عسكرية سياسية