facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




سقوط القناع


د. نبيهه عبد الرازق
18-12-2023 10:02 PM

نشأت دولة الاحتلال عبر محطتين تاريخيتين قامتا على الخديعة والادعاء، تمثلت الأولى في ادعاء اطلقه ثيودور هيرتزل الصحفي الذي حلُم بحل المسألة اليهودية في المجتمعات الاوروبية من خلال اقامة "وطن قومي" لليهود، وأنشأ لذلك "الحركة الصهيونية" التي تزعمها، والتي لحقت بها فيما بعد معظم الجاليات اليهودية في اوروبا، لدعم فكرة اقامة "وطن قومي" لليهود بضمانة الغرب الاستعماري. أما المحطة الثانية فتمثلت في 2 نوفمبر بتصريح اللورد بلفور، المتضمن تعاطف حكومته البريطانية مع اليهود لاقامة وطن قومي لهم في ارض فلسطين، لتصبح دولة الانتداب، بتلك الخديعة، سببا في نكبة الشعب الفلسطيني على أرضه منذ 1917.

حرصت اسرائيل منذ اليوم الأول لاعلانها في 14/أيار 1948 على أن ترسم في أعين الغرب، الصورة الديمقراطية التي تتبنى القيم والمُثل والمبادىء الغربية التي تحافظ على حقوق الانسان انطلاقا من حقه في الحياة، ووصولا الى أعلى مبادىء الديمقراطية من الحريات والعدالة والتكافؤ والتضامن والحفاظ على كرامة الانسان وانسانيته.

ولأجل المحافظة على قدسية تلك الصورة، تمترس الغرب وعلى رأسه أمريكا للدفاع عن شقراء المتوسط ، تلك الدولة التي "لو لم تكن موجودة لعملنا على ايجادها" كما صرّح الرئيس بايدن. تلك الدولة التي هرع اليها بعض القيادات الغربية، داعمين ومدافعين بعد زلزال 7 اكتوبر، معلنين إما صهيونيتهم أو يهوديتهم كما فعل كل من بايدن ووزير خارجيته بلينكن، للوقوف الى جانبها ما استطاعوا الى ذلك سبيلا.

ولكن القائمين على الحفاظ على تلك الصورة وتلميعها في أعين الغرب، لضمان تدفق المساعدات والدعم المالي والاقتصادي والعسكري والاستخباراتي والسيبراني، فشلوا فشلا ذريعا يوم السابع من تشرين أول، اذ تخبطوا منذ البدء في تصريحاتهم التي أخبرت العالم الغربي قبل العربي، أنهم ليسوا الا صورا كاريكاتيرية للمبادىء التي يدّعون، ففي حين تعهدّ رئيس وزرائهم نتنياهو للشعب الاسرائيلي أنه "سيحيل غزة الى ركام"، صرّح رئيس دولتهم قائلا إنه "لا يوجد شخص بريء في غزة"، أما وزير دفاعهم، المسؤول الأعلى والحاكم الفعلي للاراضي المحتلة فقد جردهم من انسانيتهم حين وصفهم أنهم "حيوانات بشرية" لتبرير قتلهم.

ولا زالت اسرائيل بعد ما يزيد على الشهرين من هجوم "طوفان الأقصى" تسير بذات سياسية الاقصاء والتنكيل والتهجيرلتحقيق ما يطمحون اليه من هدف القضاء على المقاومة وافراغ الأرض من اصحابها، انهم يرتكبون جريمة "الابادة الجماعية" في حق المدنيين الفلسطينيين على مرآى ومسمع من العالم أجمع.

إن قوات جيش الاحتلال لا تكتفي بقتل السكان أو التنكيل بهم او تهجيرهم، بل انها تحاول بكل ما أوتيت من قوة وبطش أن تسلبهم سبل الحياة والبقاء على ارضهم، حيث لا أمن ولا أمان لهم أينما يتوجهون، كأن حال قصفاتها الجوية يخبرهم: انتم في الشمال مهددون ومطرودون ومقتلون، وفي الجنوب أنتم أهدافا لقنابلنا، ولن تنفعكم المستشفيات ولا المدارس لتأويكم فنحن نقصفها، أنتم بلا ماء ولا غذاء ولا وقود ولا تموين ولا دواء، فاصمدوا في العراء حيث فناءكم.

لقد سقط القناع عن وجه الكيان في روايته، أن اسرائيل واحة السلام والديمقراطية الوحيدة في مستنقع الشرق العربي الهمجي والارهابي كما تصفه، لقد جرّدت فظائع القتل والتنكل جيش الاحتلال من "طهارة السلاح"، كما جرّدتهم المقاومة من اسطورة "الجيش الذي لا يقهر"، لقد قالت دولة الكيان كلمتها "انهم ينصبون العداء لكل ما هو ليس يهوديا او صهيونيا".

فهل سقط القناع عن الرواية الصهيونية بعد 7 اكتوبر؟..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :