في هذه العجالة السطحية غير المتخصصة.. سأكون موجها حديثي للذكر والانثى.. السياسي والاجتماعي.. والموظف والمسؤول.. والمتعلم والأمي.. والمدني والبدوي والفلاح.. لكل انسان بين كتفيه رأس فيه عقل..
من وجهة نظري البسيطة.. فان الضمير هو ذلك الصوت الداخلي الذي يوشوش لصاحبه بالأمور الايجابية والفعل الصحيح الحسن.. والذي يحاول ان يبقي صاحبه في إطار الانسانية والصلاح..
لا شك بأن هناك عوامل ومؤثرات تجعل من ذلك الضمير يغفو وينام ويسكن.. الا انه لا يموت إلا بموت صاحبه..
فنجد الكثيرين ممن يظهر عليهم السوء والصلف والجحود والنكران والعصيان.. وحتى من وصل درجة الكفر او الفسق.. في لحظات يرق قلبه.. ويتصرف بشكل اخف حدة وغلظة وسوء مما كان عليه.. واعزي ذلك لانه يشعر في قرارة نفسه وفي تلك اللحظة انه على خطأ.. وبعد ذلك يعود الى طبيعته بانه يجب ان يكابر او يبقى على ما هو عليه.. فسرعان ما يجد الطريقة الاقرب لإنامة وتسكين ضميره.. فمنهم من يصر على تكرار افعاله او يزيد من سوئها.. لكي يقنع نفسه انه على صواب.. ومنهم من يلجأ الى إلهاء نفسه بالمسكرات او المخدرات.. طوعا.. لكي ينيم ضميره.. ويتناسى ما هو عليه..
في العلم الشرعي نعلم ان هناك القرين.. والقرين هو الشيطان الذي وكله الله لكل انسان لكي يختبره ويختبر مدى قوته على تقبل فعل الشر للاخرين.. فهو بمثابة النفس الأمارة بالسوء.. وهذا امر عقدي ثابت لا نناقش فيه.. وكما يقال "نيال اللي بيغلب شيطانه"..
من الأمور التي تجعل ضمائرنا تنام وتركن.. ان نتصرف ونضع انفسنا دوما في ثوب الضحية ونلعب دورها.. ولا نضعها في إطار ان كل انسان خطاء.. وان الإعتراف بالخطأ بالشكل الصحيح والواثق والرجولي اسلم طريقة لكسب ود واحترام وثقة مَن هم حولنا.. ولا نتبع قاعدة ان افعالنا صائبة تحتمل الخطأ.. وافعال غيرنا خاطئة تحتمل الصواب.. وان علينا دوما الانتصار لانفسنا ومعاقبة الغير..
ولو ان اي واحد منا حين يضع رأسه على وسادته.. او يجلس لوحده بنية صافية.. ويعمل جرد لافعاله واقواله تجاه الاخرين وتجاه نفسه.. ويضع نفسه مكان غيره.. ويفكر ويشعر وكانه هم.. فانا على ثقة بأن ضميره في ذلك الموقف سيصحو.. ويقف موقف المنتصر.. وبدل ان يوشوش.. سيصرخ بصوت عالٍ بالحقيقية.. حينها انا على ثقة مطلقة من انه سيعيد الحقوق الى اصحابها.. ويعتذر عن اساءاته.. او على الأقل سيَظهَر للاخرين بمظهر مغاير جديد.. فكم سيكبر في اعين الاخرين.. وكم سيحترمونه..
رسالتي الى كل انسان.. مهما كان مركزك او موقعك او مكانتك او جنس وجنسيتك.. بأن لا تعمل على انامة ضميرك نومة طويلة.. وأخرج نفسك لو لحظات من تحت عباءة وشعور الضحية.. وحاسب نفسك.. فستجد انك سترى الكثير من الأمور التي غطت على عقلك وعينك.. واصمت اذنك عن حقوق ومشاعر الآخرين.. وفي تلك اللحظة الصادقة.. ستعلم انهم هم الضحية.. وانت الجاني..