الحرب التي تمر بها المنطقة الآن ، هي حرب استثنائية وخطيرة ، ولها أبعاد استراتيجية تاريخية ، فهي تلقي بظلالها على كل دول المنطقة العربية ، وخصوصا الأردن ،
نعم المملكة الأردنية الهاشمية هي في لب الصراع ولا يمكن القول غير ذلك ، فجلالة الملك عبد الله ،حذر مرارا وتكرارا من غياب السلام وحل الدولتين ، لم يألو جهدا جلالته في الدعوة إلى السلام ووقف الاستيطان الإسرائيلي ووقف الاعتداءات على المسجد الأقصى وعلى الشعب الفلسطيني ، ففي كل زيارته إلى دول العالم ،كانت القضية الفلسطينية هي محور حديثه مع قادة دول أوروبا وامريكا ، وكان جلالته يحذر من امتداد الصراع خارج فلسطين وغزة ، وقد حذر في تصريحاته الاعلامية والسياسية وفي كل المحافل الدولية من الخطر الإسرائيلي القادم ،، فإسرائيل دولة لا تحترم القوانين الدولية ولا الحقوق الإنسانية ، وثبت ذلك في تلك المجازر التي ارتكبها منذ ثلاثة أشهر بحق غزة وشعبها وأطفالها ونسائها وفي الدمار الشامل والإبادة الجماعية التي تقوم بها القوات الإسرائيلية على مدار اليوم والساعة.

فالملك اجتمع مع كل الزعماء العرب في المؤتمرات التي عقدت في عمان والقاهرة والرياض ، لوقف العدوان المستمر على غزة والضفة الغربية ، فالأمور باتت في غاية الخطر عند إعلان إسرائيل على لسان قادتها بتهجير أهل غزة إلى مصر ، وتهجير الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى الأردن ،وهذا الأمر رفضه جلالة الملك رفضا قاطعا وحازما وجازما ،وقد حذر إسرائيل من مغبة هذا العمل العدواني الذي يهدد كل المنطقة والاقليم ، فالاردن ليس ضعيفا حتى يقبل جنون وغطرسة نتنياهو وحكومة الحرب المتطرفة التي تخطط لتهجير الفلسطينيين من وطنهم إلى دول الجوار وخاصة الأردن ، فهذا يعني شطب القضية الفلسطينية من قاموس الأمم المتحدة والتاريخ العربي والإسلامي ،فهذه القضية ليست قضية الفلسطينيين لوحدهم بل هي قضية الأمة العربية والإسلامية والعالم كله ،

الأردن بفضل جهود جلالته يمضي قدما في طريق السلام لحل الدولتين كي يعم الأمن والاستقرار والسلام هذه المنطقة من العالم ويتوقف نزيف الدماء والحروب وعدم الاستقرار ، فالأردن يواجه تحديات كبيرة وخطيرة في ظل هذه الحرب المستمرة في الضفة وعزة ، فنحن جميعا نقف خلف القيادة الهاشمية في هذه الظروف المصيرية الصعبة وندعم توجهات وتصريحات جلالته في حماية الأردن من الخطر الصهيوني ومن كل الأخطار الخارجية والداخلية التي تهدد الشعب الأردني والوطن الأردني والقيادة الهاشمية.