قواعد الاشتباك لدى الجيش الإسرائيلي
د. حمزة الشيخ حسين
17-12-2023 03:10 PM
تُعد قواعد الاشتباك مبادئ توجيهية في كيفية التعامل مع عملية عسكرية محددة ، وتجمع بين الضوابط العسكرية والإعتبارات السياسية لبلد ما .
وتسمح للمسؤول العسكري باستخدام القوة المناسبة للموقف.
ولذلك، عرّف البعض قواعد الاشتباك بأنها أداة رئيسية تمكن السلطة التنفيذية المسؤولة من ضمان استخدام الجيش القوة وفق تعليماتها في عملية عسكرية محددة، ووفقاً لقواعد الاشتباك فأنه لا يسمح باستخدام القوة إلا في ثلاث حالات هي:
الدفاع عن النفس ، ومساعدة أشخاص عند الخطر ، وفي حال أعطاء أمر عسكري من ضابط الميدان .
لكن رأينا استخدام للقوة في قتل ثلاثة رهائن إسرائيليين بالأمس من قبل جنود الجيش الإسرائيلي وهُمّ يرفعون الرايات البيضاء امام الجيش دون تطبيق قواعد الاشتباك بل الجنود خالفوا أوامر قائدهم بعدم إطلاق النار باتجاه الأسرى لكونهم لم يكونوا مسلحين أو يشكلون أي تهديد لجنود جيش الاحتلال.
هذا كله يعطي انطباعاً لدى الرأي العام العربي والدولي بأن الجيش الإسرائيلي يقوم بمهمة محددة وهي قتل العرب الفلسطينيين المقاتلين والمدنيين دون التفريق بين من يحمل السلاح ومن يحمل الراية البيضاء الدالة على إستسلامه لقوى الجيش ومتطلبات السلامة العامة للمدنيين الذين يهربون من القصف العشوائي ويرغبون بالمرور ضمن ممرات آمنة من القصف لكن الواضح أن الهدف الرئيسي من هذه الحرب هي قتل كل من يتحرك على آراضي غزة من العرب .
لهذا فإن وجوب ذبح سكان غزة، بمن في ذلك النساء والأطفال والرضع، متجذر في المعتقدات اليهودية المشوهة والتيار الصهيوني الديني اليميني المتطرف في إسرائيل ،وفي نظر عقيدة الجيش الإسرائيلي، فإن القتل الوحشي في غزة ليس مسموحا به فحسب، بل هو مشيئة الله.، ولا يوجد مدنيون في الحرب بل الجميع عسكريون .
ويروج المتحدث العسكري الإسرائيلي لوسائل الإعلام المختلفة بأن الجيش الإسرائيلي هو الجيش الأكثر أخلاقيةً في العالم، ويقول يسرائيل كاتس، وزير الطاقة في حكومة بنيامين نتنياهو يواصل جيشنا التعامل مع الإنسانية أكثر من اللازم، ونحن أخلاقيون ورحماء للغاية".!!؟
هذه مقتطفات تصريحات قادة هذا الكيان والأكاذيب التي يروجون لها إعلامياً للتغطية على جرائمهم التي يراها الجميع يومياً وبشكل مباشر عن فضاعة ما يحدث من حرب إباده تجاه سكان غزة .
ان إصرار جيش الاحتلال على قتل كل شئً يتحرك في غزة دون الأكتراث لأي تطبيق من قواعد القانون الإنساني يضع الجرائم التي تحدث في غزة هي تحت بند الإبادة الجماعية التي لم يسلم منها حتى الرهائن الإسرائليين الذي رفعوا الرايات البيضاء ويتحدثون للجنود باللغة العبرية انقذونا يدل دلالة قاطعة على هول ما ينتظر آهالي غزة من القتل الجماعي دون أدنى رحمة من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي .