*كأنّ الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة- داغ همرشولد- للفترة (1953-1961)، كان يتوقع أن يأتي يوم يضطر الأمين العام مستقبلاً لإستخدام صلاحياته ومنها للجوء إلى المادة (99) من ميثاق منظمة الأمم المتحدة حيث (يحق له أن بنيّة المجلس إلى أي مسألة يرى أنها قد تُهدد حفظ السلام والأمن الدوليين). هذه المادة حسب رأي- داغ همرشولد- حوّلت منصب الأمين العام من مسؤول إداري بحْثْ إلى مسؤول يتمتع بمسؤولية سياسية واضحة.
*جاء اليوم الذي تجاهل فيه المجلس الكارثة الإنسانية التي تتعرض لها غزة وشعبها، فوجّه الأمين العام – انطونيو غرتيرس- خطابه الى رئيس مجلس الأمن جاء فيه:
(إن العالم يواجه خطراً شديداً لإنهيار النظام الانساني، فالوضع في غزة يتدهور بسرعة نحو كارثة ذات ثلاثة أبعاد:
-عدم وجود حماية فعّالة للمدنيين.
-نفادْ الغذاء.
-انهيار النظام الصحي.
ولذا، أحُثّ المجلس على المساعدة في إعلان وقف إنساني لاطلاق النار، وذلك لتجنب وقوع الكارثة الإنسانية في غزة).
*من البدهي أن تهز هذه الرسالة مشاعر وحمية أعضاء المجلس باستثناء دولتيْن: الأولى كان لها السّبْق في إيجاد اسرائيل- وهي بريطانيا، والثانية أخذت على عاتقها تمكين إسرائيل – وهي الولايات المتحدة الأمريكية.
وجاء الفيتو على مشروع القرار العربي، لوقف إنساني لماكنة القتل في غزة بذريعة مخترعة وهي حق إسرائيل دولة الإحتلال، في الدفاع عن النفس، وحَثِها على تخفيف القتل للمدنيين ولم يكتفِ الرئيس المتصَهْين الأول بذلك بل أعطى القاتل نتنياهو فرصة شهر لإنجاز المهمة، وهي الإبادة الجماعية للسكان، وتدمير القطاع ليكون غير مؤهل للحياة الإنسانية فيه، وهذا هو مفهومه للدفاع عن حقوق الإنسان وحق الحياة لجميع الشعوب.
-أما بريطانيا، فلم تكتفي بالإدعاء بأن مشروع القرار لم يتضمن إدانة أحداث (7/ أكتوبر)، فأمتنعتْ عن التصويت، بل كشفت الأنباء أنها مشاركة في الأعمال العسكرية التي تقوم بها إسرائيل في غزة، بشكل مباشر أو غير مباشر (مزدوجي الجنسية) وجاء التعْقيب الروسي الذي يصف الدول الغربية بمعايير مزدوجة صارخة مع الفلسطينيين وكأنهم أناسٌ من الدرجة الثانية.
*فهل يدرك النظام العربي ومعه المجموعة الإسلامية كُنْة ووأيدبولوجية الدول الغربية الرئيسية تجاه أسرائيل أولا، ومدى إحترامها للنظام العربي والإسلامي ثانياً.