الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة: روّاد التقنية الحديثة الرائجة
بلال الشراكة
17-12-2023 09:32 AM
اليوم، وفي عالم تكنولوجيا المعلومات، يتصارع الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة ليس ليكونا في الصدارة بل لتحديد الطريق لمستقبل تقني مبتكر وواعد. مجالان يتقاطعان في إعادة صياغة طريقة تفكيرنا وتصورنا للتكنولوجيا.
*ما هو الذكاء الاصطناعي؟
في عبارة بسيطة، يُمثل الذكاء الاصطناعي جهودًا لتطوير أنظمة الحاسوب المُتقدمة القادرة على أداء المهام التي تتطلب الذكاء البشري عامةً. بما فيها القدرة على حل المشكلات، وفهم اللغات الطبيعية، والتعرف على الأنماط، والتعلم من الخبرة، والتكيف مع الظروف الجديدة.
*ما هو تعلم الآلة؟
يعتبر تعلم الآلة جزءًا من مجالات الذكاء الاصطناعي، ويرتكز على تطوير الخوارزميات والنماذج التي تمكن الأجهزة من التعلم من البيانات. يعتبر هذا التعلم هو الطريقة الأكثر فعالية لتطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي حيث يمكن للأجهزة أن تتطور وتحسن أدائها مع الزمن.
*ما مدى تأثير الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة على المجتمع
تأثير الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة يتخطى حدود الابتكار إلى مجموعة واسعة من القطاعات، مثلاً في القطاع العسكري، وحسب مقالة نشرتها The Conversation كتبت أن الكيان الصهيوني استخدم نظام حبسورا (الانجيل) كما أسموه؛ هذا النظام أحد أنظمة الذكاء الأصطناعي التي قام الكيان الصهيوني بتطويرها وافتخر بها إلى درجة كبيرة؛ هذا النظام المبني على تقنيات الذكاء الاصطناعي قادر على توليد 100 هدف تفجيري يومياً في غزة؛ لاختيار أهداف في الحرب على حماس في غزة، بمعنى لا راحة للطيارين، قصف مستمر والمزيد من الأهداف.
وحيث أن أنظمة الذكاء الاصطناعي تستفيد من البيانات السابقة والتي يولدها للتعلم واكتساب الخبرة، هذه البيانات يمكن من خلالها تحديد أهداف القصف بشكل أسرع. ومع ذلك، فإن هذه التقنيات تثير قضايا أخلاقية؛ ولكن الكيان الصهيوني لا ينظر للجانب الأخلاقي، حتى أنه لا يميز بين المدنيين والعسكريين، لا بل وحتى لا يميز بين الصحفين الذين منحهم تصاريح مسبقة لتغطية مناطق بعينها، بل أنه لا يميز بين جنوده في الميدان وبين المدنيين من أهل غزة؛ وقد ظهر هذا واضحاً عندما قام بقصف عدد من الصحفيين والمصورين آخرهم استشهاد المصور الصحفي سامر أبو دقه، وقصف 3 من جنوده على أرض غزة بالرغم من صياحهم باللغة العبرية ورفعهم رايات بيضاء، نظام حبسورا يعمل ويعطي نتائج دقيقة فهو نظام مصمم بتقنيات الذكاء الاصطناعي، مهمته تحديد الأهداف وعددها وغير ذلك من المعلومات وهو يقوم بهذه المهمة فعلياً، لكن أعتقد من خلال المخرجات بأنه تم توسيع شريحة الأنماط لدى هذا النظام أو تعطيلها لتشمل كل كائن حي على أرض غزة لحصد المزيد من الأرواح بغض النظر عن نوع الهدف وطبيعته (إنتصارات الدونكيشوت)، بإمكان أنظمة الذكاء الاصطناعي العمل على تقنيات مطابقة الأنماط في البيانات، مما قد يؤدي إلى تصنيف أشخاص دون غيرهم ولكن هذا ليس المطلوب كما هو واضح.
*مستقبل الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة
تظل هاتين التقنيتين في تطور مستمر. مع تقدم الحوسبة، لكن الحاجة الاكبر هي ضرورة وجود وفرض ضوابط أخلاقية دولية ومعايير لضبط استخدام هذه التكنولوجيا ومنع حيازتها لدى فئة دون غيرها، وذلك حتى لا تصبح هذه الأدوات التدميرية حصرية لدى فئات هدفها الإبادة الجماعية، إن الخوف والقلق مستقبلاً ليس من سيطرة الآلات على البشر؛ بل من استئثار بعض البشر بهذه التكنولوجيا.