الإرهابي نتنياهو، متوحدٌ في عدم قدرة أحد على التنبؤ بقراراته، أو توقع المدى المظلم الذي هو مستعد لبلوغه، أو الذي هو مستعد للتراجع عنه.
ولذلك يصعب التكهن بأي موعد تقريبي لوقف العدوان الحالي على قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، أو التكهن بالموافقة على عقد هُدنٍ قصيرة لتبادل الأسرى، ولتمرير الإغاثة الإنسانية، او التكهن بالاستجابة للضغوط الهائلة من ذوي الأسرى الإسرائيليين، ومن الرأي العام العالمي الذي بات يدين وينبذ جرائم الإبادة الجماعية التي تقترفها إسرائيل. ومن الإدارة الأميركية التي سوَّد نتنياهو وجهها، ودفعها إلى التزوير والكذب، وإلى التفريط بعلاقاتها وسمعتها ومصالحها مع الشعوب العربية والإسلامية.
بعد توقيع اتفاقية أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل سنة 1993، سمعت الملك الحسين يقول -وكنت آنذاك مديراً لإعلامه- «إن تحقيق السلام في المنطقة يحتاج من 15- 20 سنة !! وسط دهشتنا نحن الذين توقعنا ان تبدأ محركات السلام فوراً، بمغادرة أجواء الكراهية والحقد والثأر.
لقد مرّت السنوات التي توقعها الملك الحسين، دون تحقيق السلام المأمول، لسبب معروف، هو أن إسرائيل التي تعتمد على القوة، وعلى الدعم الغربي المطلق، وعلى الافلات الدائم من المساءلة والعقاب، تزدري كل القرارات الدولية.
هذا هو سلوك من يملكون قوة زائدة، يفرِطون في استخدامها، فلا يرون أية وسائل تكفل تحقيق الأهداف المرغوبة، إلا القوة !!
وكما ان احدا لن يتمكن من التكهن بموعد توقف العدوان الإسرائيلي الحالي، فإن الغموض المطلق حول قدرات حماس والجهاد العسكرية، يضيف أسبابا رئيسية لتعذر التكهن بموعد توقف الغزو.
وكان لا بد من اللجوء إلى البروفسور نجيب أبو كركي الخبير الجيولوجي البارز، لمعرفة إمكانية او عدم إمكانية إغراق أنفاق غزة.
فجاء جوابه «ان هنالك مجاهيل كثيرة في هذا المجال أهمها طبيعة تلك الأنفاق ومدى تواصلها مع بعضها والإجراءات الاحترازية المتخذة. وان اكتشاف ذلك، دون وجود مخططات وخرائط تلك الأنفاق، ليس سهلاً، وكذلك مدى امكانية إغراقها».
لا أحد يعرف متى يتوقف العدوان الحالي حتى الإرهابي نتنياهو نفسه، الذي يتعرض لضغوطات هائلة متضادة ومتعادلة.
"الدستور"