تعد المساعدات الطبية والإنسانية الضرورية في الأوقات العصيبة ركيزة حيوية لمساعدة الأماكن التي تعاني من الكوارث الطبيعية أو الصراعات المسلحة. وفي عدة حالات، تظهر أروع الأعمال الإنسانية عبر توجيه مساعدات إلى المناطق المحتاجة. ومن بين هذه البطولات الإنسانية الملهمة تبرز شجاعة الاميرة سلمى، فقد قدمت نموذجًا حيًا للإرادة والعطاء الإنساني. ففي رحلة تفوح منها رائحة الشجاعة والتضحية، ظهرت شجاعة أميرة هاشمية شابة، رأيناها وهي ترتدي أفرهول طيارين سلاح الجو الملكي الأردني، إذ شاركت الأميرة سلمى بنت عبدالله الثاني مع زملائها من صقور سلاح الجو الملكي الأردني ، بعملية إنزال جوي خامسة لمواد ومستلزمات طبية عاجلة بواسطة مظلات للمستشفى الميداني الأردني/ غزة 76، وقد ظهرت شجاعتها بهذا الانزال الجوي للمساعدات الطبية، وكتبت اسمها بأحرف من ذهب في سجل البطولات الإنسانية، كيف لا وهي التي نشأت وترعرعت في أسرة هاشمية تغيث الملهوف وتنصر المظلوم وهي أول فتاه تشارك في عملية إنزال نوعية ومعقدة، وأول أميرة تحلق في سماء غزة رغم المخاطر التي ترافق هذا النوع من الإنزال .

هذه الأميرة الهاشمية تمتلك شجاعة وإرادة قوية قلّ نظيرها عند الفتيات، فوجودها ومشاركتها بهذه المهمة المعقدة والدقيقة يظهر الجانب الإنساني التي تتحلى بها الاميرة سلمى، ويعكس هذا العمل التزامًا حقيقيًا بروح العقيدة الهاشمية الصلبة والشجاعة، ويعبر عن الإيمان الصادق بأهمية تقديم العون والدعم للمحتاجين والتخفيف من معاناتهم في ظل الظروف الصعبة التي يمرون فيها.

هذه الفتاة الشجاعة ليست مجرد شخصية رمزية، بل هي رمزٌ للشجاعة والعطاء والتضحية. وقدمت الدروس العظيمة في الإرادة الصلبة والإيمان بالعمل الإنساني النبيل، وهي تذكير بأن الشجاعة لا تعرف حدودًا، وأن الإنسانية تُعد دافعًا لتخطي كل العوائق.

في الختام، تظل الاميرة الهاشمية رمزًا للشجاعة والإرادة، ومحفزةً للجميع لعمل الخير ومساعدة الآخرين في اللحظات الصعبة. قصتها تجسد أهمية التضحية والعمل الإنساني، وتعكس قوة الروح والإرادة في مواجهة التحديات. وكما قال جلالة الملك: "لا يمكن لاي شخص المزايدة على موقف الأردن الراسخ وجهوده المستمرة في الدفاع عن اهلنا في غزة، وسنبقى السند القوي والداعم الرئيسي لإخواننا في فلسطين".