facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قادة قتلى .. وجنود مهدومي المعنويات


صالح الشرّاب العبادي
15-12-2023 02:57 PM

إذا ما تم التمعن بشكل دقيق على وجوه جنود جيش الاحتلال فإنك تقرأ تدني مستوى الروح المعنوية والإحباط الكبير وترى التعب والإرهاق، وكذلك القتال بدون معنى او هدف .. كل ذاك له اسبابه العديدة والكبيرة ، نسرد هنا اهمها ، واولها أن هولاء الضباط والجنود النظاميين الذين يقاتلون في غزة ، لا يقاتلون في غزة الا من اجل اخطاء ارتكبتها قيادات الاستخبارات العسكرية والمخابرات والمراقبات الامامية وحرس الحدود، الذين كانوا مغيبين تماماً او غيبوا او تركوا عملهم او اهملوا عملهم يوم السابع من اكتوبر، حيث ان التسلسل الذي قامت به المقاومة والذي يعتبر اكبر عملية تسلل لأقوى دفاعات في العالم .. هذه الدفاعات التي تتكون من خمس خطوط امنية متراصة مهمتها الوحيدة هي منع التسلل والاختراق للوصول إلى مراكز وثكنات الجيش النظامي المكرة في الخط الأخير من هذه المنظومة .. حيث ان المسؤول المباشر عن هذا التسلل التاريخي والذي فاجئ العالم كله، هم قوات حرس الحدود وقوات المستعمرات الدفاعية الامنية للخط الاول والثاني، والمراقبات الاستخباراتية والمخابراتية والتي عجزت عن صد هذا التسلل استخباراتياً وتنفيذياً او تأخيره على الاقل .. وفشلت في القيام بواجباتها التي انشئت ووضعت من اجلها .

للعلم ان واجبات الأحزمة الامنية الدفاعية المتتالية الاساسية ، الاشتباك وتأخير قوات المقاومة المتسللة لحين ابلاغ القوات النظامية بعمليات هجوم معاكس فوري ومدبر على القوة المتسللة او المهاجمة ..اياً كانت ، الأمر الذي أدّى ويؤدي إلى تخبط واضح في تنفيذ الخطط وعدم وضوحها وصعوبة تنفيذ العمليات العسكرية بموجبها ..

من الاسباب لانهزام الروح المعنوية لدى الجنود الإسرائيلين ، تفنيد الرواية الاسرائيلية الكاذبة والتي ادعى بها نتنياهو والقادة السياسيين والعسكريين، بان المقاومة قد قطّعت رؤوس الأطفال وعلقتهم على أحبال الغسيل ، وهذه تم نشرها بين الجنود من اجل الانتقام .. إلا انهم علموا ان هذه الادعاءات كلها زيف وكذب فأيقنوا ان قادتهم يكذبون .. وخاصة ادعاءات الناطف العالمي الذي يعتبر بوق يردد ورائهم ..

حتماً ان الاخبار التي تصل الى الجنود تباعاً والتي من شأنها انهزام الروح القتالية ، الاختلاف الكبير والخصومات السياسية بين القيادات العسكرية والسياسية، واصرار حكومة نتنياهو على اطالة امد الحرب وعدم الموافقة على وقفها مع عدم تحقيق اهدافه على الارض وذلك فقط للحفاظ على عدم سقوط حكومته وبقاءه رئيساً للوزراء وتشبثه بالسلطة.. على حساب قتلهم ومعاناتهم .

ومن الاسباب المهمة، التغول في مستنقع غزة والمفاجآت التي يواجهونها من صمود وحرفية لقوات المقاومة، وتكبيدهم الخسائر الفادحة في الأرواح والمعدات .
ومن الاسباب الرئيسية، قتل الضباط القادة والنخبة الذين يقودون هولاء الجنود ، حيث كان مدى وقع قتل هولاء القادة الضباط كان له انحرافة نفسية عنيفة وتدني مستوى الأداء ، والشعور بالقلق والخوف من الموت الذي يحيط بهم من كل جانب ، وشعورهم بالوحدة والغربة والموت بعيداً عن عائلاتهم بدون هدف او تحقيق ادنى احساس ان الحرب كلها اصبحت بلا هدف .

ومن الاسباب، انه لا يوجد حد او نهاية لهذه الحرب وان قياداتهم لا تعلم بالفعل متى ستنتهي هذه الحرب ، الأمر الذي جعل الجنود همهم الوحيد البقاء على قيد الحياة، حتى لو هرب او تراجع او انسحب او رفض الاوامر في أرص المعركة …

ان العمليات العسكرية التي قامت بها نخبة مخلصي الاسرى ، والتي منيت بالفشل الذريع والتي قتل بها بعض المنفذين والاسرى على حد سواء ، اوجد عدهم حالة من اعادة التفكير كقادة وجنود إلا يجدر بهده القيادات العليا تجنب كل هذه الخسائر والقتل بينهم ، بالتفاوض الذي هو حل متوفر ومطروح ، ولكن هم يعلموا جيداً ان نتنياهو بإطالة عمر هذه الحرب يطيل عمر حياته السياسية على حساب هذا القتل بينهم .

لقد اقر المتحدث باسم الجيش دانيال هاجاري وامام الصحافة الإسرائيلية بالوضع الاقتصادي الصعب جداً الأمر الذي أدى إلى عدم دفع رواتب الجنود الاحتياط منذ دعوتهم الى الالتحاق بالجيش ، مما دفع هاجاري الى القول ان هذه الأمور المالية ليست من اختصاصه .. وهذا عامل حاسم في تحطيم روح المعنوية وان حياتهم على المحك ، و من المحتل ان لا تدفع لهم رواتبهم وخاصة إذا ما قتلوا والاكتفاء في تلك اللحظة بدموع نتنياهو الكاذبة عليهم ..

على المستوى الموقف السياسي، هناك خلاف واضح ما بين الموقف الأمريكي والموقف الإسرائيلي، في الوقت الذي يرفض طرفي النزاع التنازل التنازل عن تصريحاتهما ، ومطالبهما .. مع تزايد المطالب العالمية بوقف حرب إنساني ،

على المستوى العسكري ، توسع العمليات في مختلف مناطق قطاع غزة ولا يوجد مدينة او منطقة تخلو من القتال ، والقصف والدمار ..

على المستوى الإنساني مزيد من تعمق الكارثة الإنسانية بين شعب غزة والضفة الغربية، على حد سواء .

*عميد ركن متقاعد / كاتب ومحلل شؤون عسكرية سياسية





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :