حوّل الكيانُ التوسعي الإسرائيلي كلَّ محاريثِه إلى سيوفٍ يُعمِلُها في رقابنا، مُطلِقاً قوى الكراهية والانتقام، قاطعاً الطرقَ كلها على السلام، مُفلتاً العنان لقوى التطرف والعنف والثأر، مُشرِعاً أبوابَ طوفانات دمٍ جديدة متبادلة، دافعاً إلى العمليات الانتحارية الرهيبة الجماعية، رداً على عمليات الإبادة الجماعية.
يجهَدُ الكتابُ والماكيناتُ الإعلامية الإسرائيلية من أجل توفير السند الأخلاقي والإنساني للمذابح التي ترتكب، لأنه «لم يكن للجنود خيار آخر» !! وتبرير الجريمة الإسرائيلية للجنود والضباط (يسمونها الأحداث التي تضر بمكانة إسرائيل الدولية) وحثّهم على المزيد من ارتكابها تحت ذريعة الدفاع عن النفس !!
معلنين انه «لن تكون حياة لأولادنا إذا لم نقم بحفر الملاجئ. وبدون جدار من الأسلاك والرشاش، لا يمكننا شق طريق أو حفر بئر !!
أما الكاتب التقدمي جدعون ليفي، فيكتب في هآرتس: «العقل الإسرائيلي غُسِل تماماً. القلق أُغلِق إلى الأبد. حياة الفلسطيني لم تعد تساوي شيئاً».
وكتبت «يديعوت أحرونوت» أوضح توصيف وتظهير للواقع الإسرائيلي، وكان توصيفاً مرعباً مخيفاً، يجب ان نحتفظ به في الذاكرة، فلا نتوه عن ملامحه النافرة: «الحقيقة هي أن إسرائيل مستعدة لذبح أو قتل مئات وآلاف، وطرد عشرات آلاف الفلسطينيين. ليس هناك شيءٌ يوقفها. نهاية الضمير، انتهت مراسم الأخلاق. المسؤولون تم تعيينهم، البنية التحتية للفظاعة تم وضعها.
عشرات السنين من غسل الأدمغة والشيطنة ونزع الإنسانية آتت أُكُلَها. إسرائيل مستعدةٌ للأعمال الفظيعة. لم يعد أحدٌ يقف في طريقها، لا من الداخل ولا حتى من الخارج، لا يُسجَّلُ أي أسفٍ في إسرائيل ولن يُسجَّل في أي يوم. رواندا تقترب من غزة» !!
هذا هو العقل الإسرائيلي في آخر طبعاته وتحولاته وتكويناته وتجاويفه. كما تكشفه لنا كتاباتُ الكتاب الإسرائيليين، المتشددين، والآخرين المعارضين للفظاعة والتشدد.
لا حدود للفظاعات ولا قيود ولا عقوبات على ارتكابها، لا في الخارج، حيث تتكفل الإدارة الأميركية بتلقي اللوم على جرائم إسرائيل، على حساب سمعتها ومصالحها، ولا في الداخل حيث تم تحضير المسرح والنصوص والسيناريو والديكورات والموسيقى التصويرية والإضاءة والممثلين والدوبلير ونياشين القتلة.
الدستور