"فايز محمود" في المستشفى لا بواكي له!
جهاد المحيسن
03-03-2011 12:40 PM
في غمرت الحديث عن الإصلاح السياسي على الصعيد الداخلي والحديث عن تشكيل لجان للحوار الوطني التي ستحفل بأسماء كثيرة وغيرها من الإحداث في الإقليم الملتهب لفت انتباهي ما كتبه الزميل حيدر المجالي عن رفض المستشفيات الحكومية أمس استقبال الكاتب والأديب الأردني المعروف (فايز محمود) جراء سقوطه من مرتفع أدى إلى كسر في فقرات الظهر.
الضرورة تستدعي الحديث عن هذا المبدع الذي سوف يدفع ضريبة إبداعه بعدم استقبال المستشفيات له، ولعل ذلك يقود بالضرورة إلى الحديث عن الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي يجب النظر إليه من كافة الجوانب ، فمن يحمي المثقف والمبدع بغض النظر عن طبيعة الإبداع الذي يصدر عنه سواء في السياق الثقافي أو غيره من السياقات ؟ وهل المثقف أو المبدع لكي يكون محترما في وطنه يجب أن يتلون ويلبس كل يوم زي يتناسب والمرحلة كما نشاهده عند البعض لتحقيق المكاسب ؟ وهل ثمة علاقة تربط بين الإقصاء والإبداع والسلطة؟
أسئلة تعيد طرح نفسها وبقوة في خضم التغيير الذي يشهده العالم من حولنا ، ليس سرا انه قد آن الأوان لتجريد الملونين من أقلام المكياج التي يتسلحون بها لكل مرحلة وفي كل قطاع من قطاعات الوطن الحبيب، والالتفات إلى الآخرين الذين لا يمتلكون أسلحة التلوين والملابس الشفافة التي يلبسونها في كل مرحلة، تلك السلوكيات الانتهازية التي كلفة الوطن كثيرا وساهمت في تأخير عجلة الإصلاح السياسي والاقتصادي لخدمة هذا النفر أو ذاك مع أن المرحلة الحالية تقتضي المضي قدما في إصلاحات جذرية تأخذ في طريقها الكثير من العفن !
ويمضي الزميل حيدر في سرد القصة الموجعة عن الكاتب فايز محمود حيث أمضى ليلته في طوارئ مستشفى الأمير حمزة بعد أن تم نقله بواسطة إسعاف الدفاع المدني، لأنه لم يجد سرير يرقد عليه في المستشفى المكتظ حسب الطبيب المناوب الدكتور جمال عصفور.ولم تقدم له علاجات مسكنه توقف أنينه الذي ملأ المكان في الوقت الذي كان فيه يرتجف من شدة البرد.. وبالطلب من الطبيب المعالج أن يقدم له علاجات مناسبة أفاد بأنها غير موجودة ويمكن إحضارها من الصيدليات الخاصة.
وبحسب الزميل حيدر فان الطبيب أكد أن المريض تعرض لكسر في إحدى فقرات الظهر ويلزمه إدخال لإجراء صور طبقية وتحاليل طبية.ولسوء أوضاع الكاتب المادية حيث لا يوجد له أدنى دخل ينفق منه على أسرته المؤلفة من زوجته وابنتيه، فانه يعاني من ضيق الحال والعوز، ولا يجد قوت يومه.وأفاد رجال الأمن العام بان الكاتب محمود مطلوب امنيا بسبب حكم ضده من صاحب المنزل الذي كان قد استأجره وعجز عمن سداد الدين، ما اضطر الملازم /2 خلدون الخربشة أن يتبع التعليمات بفرض حراسة أمنية عليه حتى يتعافى من المستشفى.
ماذا لو أن فايز محمود كان الكاتب الفلاني ممن يحسنون صنعة المكياج هل سيبقى دون سرير أم إن الأردن سيقوم ولا يقعد دفعا عن الكتاب والمبدعين ويرسلهم على جناح السرعة إلى أقصى أرجاء المعمورة للعلاج !ببساطة وبعيد عن "البربوغندا" الإصلاح يعني تخليص الأردن من المتلونين ،فهل نحن جادون في ذلك سؤال متروك لكم للإجابة عنه وهذا فايز محمود نموذجا !
Jihad.almheisen@alghad.jo