يوم الاربعاء قبل الماضي الواقع في الثالث والعشرين من شهر شباط الماضي .. كان نهارا مشهودا من الاصوات المرعبة والاهتزازات الارتدادية الشديدة, التي اصابت العديد من المواطنين بحالة من الذهول, حول حقيقة الاسباب التي تقف وراء تأثر مناطق عديدة محاذية للضفة الغربية من فلسطين بها, وان كانت قد تركزت عبر الاغوار وحتى العاصمة على وجه الخصوص الى درجة الاعتقاد بان الامر قد يكون ناتجا عن هزة ارضية لا بد من اتخاذ الاحتياطات اللازمة للوقاية منها, حتى صدر بيان رسمي في ذلك المساء يؤكد ان اصوات الدوي الهائلة, ناجمة عن تفجيرات نفذتها قوات الاحتلال الاسرائيلي ولاسباب غير معلومة لدى الحكومة الاردنية ! .
لم يقف الامر عند حالة الفزع التي اصيب بها المواطنون الذين خرق الهدير الصاعق مسامعهم, وتعرض المباني الى ارتجاجات عنيفة استمر بعضها لدقائق لا لثوان فقط ولمرات متتالية, بل وصل الامر الى استشهاد الطفل تامر العجارمة "12 عاما" واصابة ابن عمه براء "9 اعوام" من لواء ناعور, جراء سقوطهما عن سقف كراج انهار نتيجة الاهتزازات العنيفة وفقا لذويهما, قامت مديرية الامن العام بابلاغ المدعي العام المختص من اجل بدء التحقيق في هذه القضية, للوقوف على حقيقة العوامل التي ادت الى هذه النهاية المفجعة وفيما اذا كانت تعود الى تردد اصداء التفجيرات الاسرائيلية بما يتعدى اختراق حاجز الصوت الشهير ! .
ابنية متعددة اصيبت باضرار بالغة بفعل الارتجاجات المتلاحقة مع تحطم الكثير من نوافذ المنازل والممتلكات العامة, فضلا عن حالة الهلع التي انتابت المواطنين الذين لا يعرفون ما يدور حولهم من هدير ارضي مفزع, حتى ان بعض المدارس قامت باخراج طلبتها من صفوفهم تحسبا لما قد يحدث من طوارئ لا يعرفون مداها, وهذا ما يعني ان الحكومة الاردنية يفترض ان تتخذ موقفا حازما اتجاه ما اصاب بعض المناطق الاردنية والقاطنين فيها من ضحايا واثار واضرار, بفعل احداث انفجارات هائلة ارتكبتها اسرائيل دون ان تكلف نفسها مجرد اعلام الجانب الاردني.!
وسائل الاعلام الاسرائيلية كانت قد نقلت عن مصادر مختصة بعد ما جرى, ان اسرائيل نفذت عمليات تفجير لحوالي مئة طن من متفجرات "T.N.T" في منطقة النقب جنوبي الاراضي المحتلة, وانها تسببت باحداث سحابة دخانية وصل ارتفاعها الى ما يزيد على ثلاثة كيلومترات في الجو, وهذا ما يلقي ظلالا من الشك حول الدوافع الحقيقية لاجراء عملية على هذا المستوى, في منطقة من المعروف انها تضم المفاعل النووي الاسرائيلي في ديمونة ! .
نقابة المهندسين الاردنيين من جهتها اصدرت بيانا ادانت فيه الممارسات الاسرائيلية تجاه الاردن, واتهمت اسرائيل بالتعامل الفوقي مع الحكومة الاردنية, لانها لم تبلغها مسبقا بمثل هذه التفجيرات وموعدها لاتخاذ الاحتياطات اللازمة, وهذا ما يستلزم تشكيل لجنة متخصصة لمعرفة الاثار السلبية التي الحقتها اصداء التفجيرات على المواطنين المتضررين والبنية التحتية والممتلكات العامة والخاصة, وعدم التردد في مخاطبة اسرائيل للحصول على التعويضات المناسبة فعلا, بعد ان درجت على ادارة ظهرها لاية مطالبات على الاضرار التي تلحق بالاردن بسببها, واخرها تدمير مساحات واسعة من اراضي مزارعي الاغوار بفعل الحرائق الاسرائيلية التي لا تنتهي!.
Hashem.khreisat@gmail.com
عن العرب اليوم.