هذا هو الأردن وهذه هي مواقفه
د. عاكف الزعبي
11-12-2023 10:31 AM
عبر تاريخه حظى الأردن بقيادة تمتلك وضوح الرؤية والحكمة والمصداقية. فكانت مواقفها على الدوام في خدمة مصالح الأردن والدول والشعوب العربية الشقيقة وفي مقدمتها قضية فلسطين وشعبها الصامد والمقاوم. خصها بخلاصة حكمتها وجهدها مكرسة كامل ثقلها وواسع علاقاتها الدولية في سبيل حرية الشعب الفلسطيني واستقلاله وحقه في تقرير مصيره.
المعرفة والواقعية والحصافة السياسية كانت دوماً دليل الأردن في أدائه وتحديد مواقفه وخياراته ولم يلتفت ابداً للشعارات الشعبوية الرنانه. وانصرف جهده إلى تعزيز وتوحيد الموقف العربي والتأكيد المستمر على ضرورة تحقيقه باعتباره القاعدة المتينة والمنطلق الأقوى للدفاع العملي والفاعل عن القضايا العربية وبخاصة نصرة فلسطين وشعبها.
في كل المراحل التي مرّت بها القضية الفلسطينية لم يدر الأردن وجهه لفلسطين، بل ظلت بوصلة الأردن السياسية والدبلوماسية موجهة نحو فلسطين تماماً مثلما هي موجهة نحو الأردن. ونموذج ذلك في موقفه الواضح والشجاع من الاعتداء الإسرائيلي الغربي على غزة اليوم. وهو ما كان عليه الحال في كل لحظة عندما كانت تغيب فلسطين عن الاهتمام الدولي ويتراجع صوتها لسبب أو لآخر ظلت القيادة الأردنية هي حاملة صوتها دائماً وفي كل مكان.
في العدوان على الشعب الفلسطيني اليوم في غزة والضفة الغربية انبرى الأردن فوراً لكشف المرامي البعيدة للعدو الهادفة إلى تهجير أهلنا في فلسطين متخذة في سبيل ذلك عنفاً وارهاباً غير مسبوقين من اشكال جرائم الحرب والابادة الجماعية والتطهير العرقي. جرى ذلك جنباً لجنب مع التحرك الملكي عربياً ودولياً للتحذير والتنبيه من مغبة مواقف ومرامي القيادة الصهيونية. صاحب ذلك مواقف دبلوماسية حاسمة تجاه الكيان الصهيوني والاتفاقات المبرمة معه، بالإضافة إلى المساعدات للأهل في فلسطين بما يفوق إمكانيات الأردن.
لكنه من المؤسف أن ثمة جهات لا تخفى اجنداتها تريد أن تعيدنا إلى مواقف وشعارات أحمد سعيد في صوت العرب في الإساءة لمواقف الأردن وقيادته والمتاجرة في الشعارات الشعبوية. بالرغم من أن الغالبية لم تعد مهتمة بهم وبشعاراتهم إلا أن التنبه لهم في الظروف الصعبة كما هو الحال اليوم يبقى ضرورياً من أجل تكريس كافة الجهود للوقوف إلى دعم صمود ومقاومة الأهل داخل الكيان وفي الضفة وفي غزة.
الأردن لم يلتفت لهؤلاء، ولم يكن يوماً ليطلب حمداً وشكوراً على مواقفه، يؤدي واجبه قولاً وفعلاً، والاهم أن يستكمل مواقفه المدروسة التي بدأت منذ اليوم الأول للاعتداء على غزة متحضراً لإحباط مشاريع اليوم التالي بعد وقف العدوان على غزة.