امتدت روحُ التحدي، من المقاومة الفلسطينية الأسطورية، ومن تضحيات الشعب العربي الفلسطيني المريرة المديدة، إلى أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، الذي أعلن، فيما يشبه القسم، في افتتاح منتدى الدوحة 23 صباح أمس، وسط تصفيق حار: «أعدكم أنني لن أستسلم».
لقد جاء هذا الوعد النزيه الصلب، الشجاع الصعب، رسالةَ تضامن إلى الشعب العربي الفلسطيني، الذي يعاني اليوم من أهوال محنةٍ وإبادة إسرائيلية، لا يصدق العقلُ البشري حجمَها ومداها ووحشيتها.
فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الغوث- الأونروا، كرر قَسَم غوتيريش بعدم الاستسلام، ووعد بالعمل من أجل حماية المدنيين الفلسطينيين ووقف إطلاق النار.
إن هذه الروح المقاوِمة النبيلة التي تسري في العالمِين، ضد المجازر الإسرائيلية، تمثل أفصحَ وأوضح أشكال الإدانة.
غوتيريش أصبح فجأة عدواً للسامية، جراء تصريحاته المتعلقة بالعدوان على غزة، إذ وصفه مندوبُ إسرائيل في الأمم المتحدة، بأنه «فاقد لبوصلته الأخلاقية»، بسبب تصريحاته التي قال فيها إن غزة أصبحت «مقبرة» للأطفال.
واتهمه رئيس المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد قائلاً: «إن قرار الأمين العام، الدفع من أجل وقف إطلاق نار إنساني في غزة، هو معاداة للسامية»!!
يمثل منتدى الدوحة اليوم، أهم منصة إعلامية عالمية، سيكون لكل كلمة وزنها، في سياق الضرب على عصب الكيان الإسرائيلي وفضح روايته القديمة- الجديدة، انه الضحية المجني عليه.
أيمن الصفدي وزير خارجيتنا الذَّرِب، أدى أداءً وازناً متدفقاً مقنعاً، حين واصل صباح أمس، تقديم الرسالة الإعلامية الحقوقية السياسية الأردنية التي أطلقها جلالة الملك عبد الله الثاني مبكراً في وجه السردية الإسرائيلية التي ظلت مهيمنة عقوداً طويلة.
اليوم يواصل الأردنُّ الإسنادَ الإعلامي المؤثر، إذ سيتحدث رئيس وزرائنا، الدكتور بِشر هاني الخصاونة، القانوني السياسي الإعلامي، مندوباً عن سيدنا في هذا المنتدى العالي الأهمية.
شكراً دولة قطر، أميراً وحكومةً وشعباً على هذا المنتدى الملتقى الدولي الكبير، الذي لفت الشيخ محمد آل ثاني رئيس مجلس الوزراء القطري إلى أن «الأطراف الأخرى» غابت عنه.
غابت تلك الأطراف لمعرفتها -والرأي لي- ان نتيجة المواجهة والمحاججة ستكون 10 vs صفر.
الدستور