مقاطعة التواصل الاجتماعي: تحديات وصدمات تواجه الشركات العملاقة
بلال الشراكة
10-12-2023 06:38 PM
في عصرنا المحاط بتقنيات الاتصال الرقمية، تُعدّ مقاطعة منصات التواصل الاجتماعي موضوعًا حيويًا يشكل تحديات متعددة الأبعاد للشركات التكنولوجية العملاقة. هذه المقاطعات تثير صدمات تؤثر بشكل كبير على أداء هذه الشركات، قيمتها السوقية وسمعتها، وترجع مقاطعة بعض هذه المنصات لعدم احترامها لجميع آراء المستخدمين، فهي لم تعد تقدم مساحة محايدة للتعبير، بل تميل لتبني مواقف محددة ومتحيزة لأطراف دون الآخرين.
بالرغم من أن هذه المنصات الاجتماعية أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وعدم تصفحها واستخدامها لمدة يوم أو أيام يعتبر صعباً لأنها تُعدّ ملاذًا لتبادل الأفكار والتواصل، وتسهيل الأعمال؛ لكنه من الواجب علينا اتخاذ هذه المواقف تجاهها.
التفاعل والنشاط الحيوي على هذه المنصات يُعَدّ عاملاً أساسيًا في جاذبيتها، وتراجع هذا النشاط نتيجة لانخفاض أعداد المستخدمين وتأثير المقاطعة يشير إلى تحدي كبير تواجهه هذه الشركات.
هذه المقاطعات تزيد من الضغوط الرقابية على هذه الشركات، وهذا يُظهر أهمية تكييفها والتغيير لمواجهة التحديات المتنامية والمطالب المتزايدة بتحسين السياسات والتعامل مع القضايا الرئيسية.
تُظهر هذه المقاطعات أن تأثيرها ليس محصورًا فقط في الجانب المالي، بل يتعدى ذلك إلى العلاقات العامة وتجربة المستخدم، مما يحث هذه الشركات على إعادة النظر في استراتيجياتها وسياساتها لمواكبة هذه التحديات الجديدة.
لابد من الإشارة إلى أن بعض المنصات اتخذت مواقف تجاه القضايا الإنسانية، مثل العدوان والإبادة الجماعية في غزة، واعتمدت على تقييد المحتوى الفلسطيني لصالح الكيان الصهيوني. هذه المقاطعة هي أقل شيء ممكن نفعله للتضامن مع قضيتنا الإنسانية ودعم أهلنا في غزة، وتأتي المقاطعة كسلاح ناعم ضمن أسلحة الدبلوماسية الثقافية.
**مستشار في تقنية وتحليل البيانات