كان تاريخنا يعرّف القومية العربية بأنها واقع بديهي ليست بحاجة الى إثبات أو تأكيد والوحدة العربية هي ضمان استمرار بقاء الأمّة ،وكنّا عرب دون جدال أو حاجة الى التأكيد .
تحول الوطن العربي بمن فيه الى تابع وتمزقت الروابط القومية بين سكان هذا الوطن بعد أن كانوا شعباً عربياً واحداً وتحولوا الى شعوب عربية متفرقة، فيما سمي "بالعالم العربي" الذي كان الوطن العربي الكبير من المحيط الى الخليج.
وأصبح الفكر العربي لهذه الشعوب مرتبط بما يمليه الغرب وسادة الشرق الأوسط من الصهاينة، ولم تعد اللغة العربية الرابط الدائم لاستمرار الفكر .
أصبحت الوحدة العربية أغنية في حلم لا نستطيع تذكر معالمه، ولم يعد الفكر العربي بحاجة لأن يتطور من خلال لغته العربية، فهناك لغات متداولة يفهمها الناس بسهولة من خلال الفضائيات، أصبحت لغات أساسية علينا أن نفهم ما توحي إليه، لم يعد ارتباطنا بلغتنا الا من خلال القرآن الكريم شأننا شأن اندونيسيا وماليزيا والأفغان وبعض الأفارقة وإيران.
اندثر تراثنا المرتبط بالعطاء الروحي والحضاري والأخلاقي لهذه الأمة، بعد أن كان الإسلام أهم حقيقة في تكوين هذه القومية ذات التراث المقترن بالإبداع والأصالة.
كنا نطمح لدولة تتيح للجميع العمل لتحقيق امكانات تختفي فيها الفوارق الإجتماعية وتزول الحواجز الإقليمية وتكون خالية من النعرات الطائفية.
تحول حلمنا الى دول ممزقة إقليميتها حتى العضم الفساد فيها، سكانها جائعين طائفيتها أصبحت مذاهب شوهت الدين والتدين، نهب خيراتها الدخلاء وكتب دستورها الأوصياء، فلم نعد عرباً كما حلمنا وأصبحت دول الطوائف مطلباً.