الحرب على غزة، شعباً وأرضاً، تطلق عليها معظم الصحافة العربية- حرب غزة- بينما تسميها معظم الصحافة الغربية –حرب إسرائيل حماس- ونتمنى لو كانت التسمية- الحرب مع الصهيونية أو الحرب العربية – الاسرائيلية ولكن العرب غير متفقين على هذه الحرب ونُصرة الجانب الفلسطيني.
لقد اختلفت المواقف، فثمة ادعاء بأن أهدافها غير واضحة، وإلى أين؟ ولكن الوقائع تدل على أن ثمة أهدافاً معلنة وأخرى غير معلنة لكل من الطرفيْن:
فأهداف الطرف العربي الفلسطيني المتمثل بحماس المعلنة تشتمل على وقف انتهاكات الأقصى المبارك. ووقف المعاملة اللاإنسانية للأسرى في سجون إسرائيل، ووقف الإهانات للمواطن الفلسطيني في حياته اليومية.
أما الأهداف غير المعلنة فيذهب بعض المحللين السياسيين والعسكريين أن الحرب في مجرياتها تحمل تثوير الضفة المحتلة، فلا ينبغي لإسرائيل أن تتمتع وتمارس احتلالاً بلا ثمن او تَبِعات، وهناك من يرى أنها تهدف إلى وأدٍ مسيرة التطبيع مع العدو الإسرائيلي وتحريك القضية الفلسطينية على الساحة الدولية العربية والدولية، والتي لم تعد تذكر إلاّ في المهرجان الخطابي السنوي لمنظمة الأمم المتحدة.
أما أهداف الطرف الإسرائيلي المعلنة، فكانت تحرير الرهائن أي الأسرى الإسرائيليين، وإعادة أمنْ المستوطنات فيما يسمى غلاف غزة، وهذا يتطلب القضاء على مصدر التهديد والمتمثل بقوة حماس ثم بدأت تتراجع في أهدافها المعلنة، بعدما واجهت مقاومة فلسطينية لم تعهدْها من قبل، فتحولت إلى أضعاف قدرات حماس، وتدمير البنية التحتية والبيئة الحياتية لقطاع غزة.
أما أهدافها غير المعلنة فيمكن التفسير أنها ترمي إلى ايجاد وضع جديد للقطاع بحيث يظل معزولا ومحاصراً وتحت الهيمنة الإسرائيلية.
إن ما لم تفهمه إسرائيل أن أهدافها المعلنة أو غير المعلنة معروفة لدى الشعوب العربية، فهي متضمنة في المشروع الصهيوني الذي يهدف إلى الهيمنة على منطقة الشرق الأوسط حرباً أم تطبيعاً، وأنْ كانت تهدف إلى تدمير بنية حاضنة لفصيل فلسطيني، فلن تنجح في ذلك، فالطفل الفلسطيني من الجيل الثالث من اللاجئين الفلسطينين ما يزال ينتمي الى قريته الفلسطينية، حتى ولو مُسحت من الوجود على أيدي العصابات الإرهابية قبل 1948م، فما حرب غزة إلاّ حلقة من سلسلة النزاع العربي- الصهيوني التاريخية.
"الدستور"