أصبحت الأوضاع الراهنة بكل الدول العربية تشجع على أن يطلب كل إنسان ما يريد, فالكل آذان صاغية لمعالي الشغب المسكين الذي طالما تغاضت هذه الحكومات عن شكواه, ففتحت الآن الخزائن التي كانت تشكو قلة الحيلة أمام رغبات المواطن, حتى شعرتُ ان هذا المواطن يدلل نفسه مع لورباك. ومع الاستغراب الكامل لكيفية هذا التحول الرسمي إلا انه خير وبركة, شريطة أن لا تفاجئونا بارتفاع المدنيوينة (بكم مليار) لاحقاً, لكن على مبدأ _ان كان دين حط رطلين_ نقول يالله المهم نرتاح شوي.
لكن المستغرب هو عدم التنسيق بين هذه الطلبات التي يطالب بها أصحابها. فعلى سبيل المثال :
•تسير مظاهرات اصلاحية تطالب بالأصلاحات يستمع لها القصر والحكومة بكل اهتمام , فيطلع علينا البعض بمسيرة ولاء رغم ان أصحاب المسيرة الأولى هم ايضا يرفعون أيات الولاء للنظام, ويرفعون صور قائد البلاد.
•تنتهي المسيرة يوم الجمعة بالإعلان عن مسيرة أخرى يوم الجمعه القادمة ليذهب الناس على بيوتهم فبفاجئنا البعض بأنه ناوي يقيم الخيم و ييقي مقيم منيم هناك حتى يستجاب لمطالبه.
•يقيم الصحقيون بجريدة الرأي اعتصاما للمطالبه بحقوقهم (ولا أدري لماذا كانت غايبه عنهم من قبل وهم أصحاب نقوذ صحفي) ليفاجئنا صحفيوا الدستور بأنهم ايضا ينون القيام باعتصام لهم, ولا أدري ريما سيأتي الدور على باقي الصحف لاحقاً, ولا أدري متى سيأتي دور المواقع الألكتر ونية.
•وأخيراً ولن يكون آخراً هو نقابة المعلمين وموافقة الحكومة عليها, ليفاجئنا أساتذة الجامعات يدعوتهم لتأسيس نقابة لهم, وهذا ما أثار استغرابي طبعا. أنا أعتقد ان كل من حمل القلم ووقف أمام طلابه ليعلمهم هو معلم. نعم يختلف المستوى ولكن المهنة واحدة طبعاً, والنقابة هي للمهنة وليست للمستوى, فاسم النقابات كما لا يخفى عليكم هو النقابات المهنية.
بصراحة أنا أرى في هذا الطرح استغلائية على أشرف المهن الا وهي التعليم في المرحلة الأساسية, فهم من أوصل طلاب الجامعات لجامعاتهم . وبالمناسبة لا يمكن أن يتهمني أحد بأنني لا علاقة لي بهذا الموضوع, أنا شخصيا معنيُُ بكلا الطبقتين, فأنا بدات حياتي معلماً عام 1978 وانهيتها بوزراة التربية والتعليم مشرفا للغة الانجليزية عام 1985. ثم انتقلت الى وزراة التعليم العالي فجامعة البلقاء التطبيقية, الا اذا كانت النقابة المزمع اقامتها تخص الأساتذة بجامعات معينة, على كل حال لن يتم الاستغناء عنا ولو من أجل التصويت طبعا.
هناك نقطة مهمة جدا في هذا المجال وهو ان وجود اساتذة الجامعات سيرقى بمهنة التعليم عموما ومن كل جانب وخاصة الجانب التربوي, لأن ذلك سيفتح باب الحوار بين المستويين العام والعالي لارتباطهما الوثيق. لهذا أرى أن وجود نقابة خاصة لأساتذة الجامعات اجهاض لفكرة نقابة المعلمين التي يفترض ان تكون العباءة التي يتدثر بها كل من امتهن التعليم (العالي منه والعام) , ويمكن تشكيل فروع داخلية طبعا كفرع أساتذة الجامعات الحكومية , وأخرى للجامعات الخاصة, لكن نبقى جميعا بنقابة واحدة الا وهي نقابة المعليمن لأن في هذا تكريم للمهنة.
لهذا أرى من الجميع ضرورة التريث بطرح أي مطالبات حتى لا نجهض مطالب أخرى , فالعالم يتجه الى التوحد وليس التشرذم , الا اذا كان الهدف تلمعياً لبعض الوجوه على الساحة لغايات الأستيزار.
دمتم ودام الوطن
alkhatatbeh@hotmail.com