"العربي الجيد هو العربي الميت" هذه العبارة هي الأكثر تداولاً في المجتمع "الإسرائيلي" وسلسلة الأحداث التي قامت بها العصابات الصهيونية ما قبل الاحتلال "الإسرائيلي" إلى فلسطين إلى اليوم ما هي تأكيدًا عملياً على هذه المقولة.
كشف حساب سريع لمثل هذه الأعمال ممتد من مجازر قبية، دير ياسين، كفر قاسم، بحر البقر المصرية وصبرا وشاتيلا وكل الحداث في فليسطين ما بعد الاحتلال 1984 ما هي إلا تنفيذًا لتعليمات التوراتية التي تقول: "وتحطم أطفالهم أمام عيونهم".
إسرائيل تمارس قتلها الممنهج بحق الأرض والإنسان في فلسطين وخاصة الأطفال والنساء تحت شعار " لا يحق لأحد في العالم أن يحاسب إسرائيل" والعالم يتعاطف مع القاتل ولا يبخل منظرو الصهيونية ومؤيدي "إسرائيل" لنشر والترويج لسياسات الإقناع ونشر الحجج المؤيدة للروح العدوانية التي لا تعرف الرحمة؛ أما الشواهد التوراتية التي يطبل لها حاخامات "إسرائيل" والمستمدة من التشريعات اليهودية "المحرفة" والتي ترتقي إلى العبادة فهي كثيرة؛ ومنها:
1. جاء في سفر العدد (9: 31-10): (وسبى بنو إسرائيل نساء مديان وأطفالهم ونهبوا جميع بهائمهم وجميع مواشيهم وكل أملاكهم وأحرقوا جميع مدنهم بمساكنهم وجميع حصونهم وأخذوا كل الغنيمة، وكل النهب من الناس والبهائم وتم ذلك بعد أن قتلوا كل الرجال والملوك).
2. جاء في سفر أشعيا، (12:13-18): (واجعل الرجل أعز من الذهب الإبريز، والإنسان أعز من ذهب أوفير، لذلك أزلزل السماوات وتتزعزع الأرض من مكانها في سخط رب الجنود وفي يوم حمو غضبه، ويكونون كظبي طريد وغنم بلا من يجمعها، يلتفت كل واحد إلى شعبه ويهربون كل واحد إلى أرضه، كل من وجد يطعن وكل من انحاش يسقط بالسيف، وتحطم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم، وتفضح نساءهم).
3. جاء في سفر أشعيا (21: 14-23): (هيئوا لبنيه قتلاً بإثم آبائهم فلا يقوموا ولا يرثوا الأرض ولا يملؤوا وجه العالم مدناً، فأقوم عليه يقول رب الجنود وأقطع من بابل اسماً وبقية ونسلاً وذرية يقول الرب، وأجعلها ميراثاً للقنفذ).
4. جاء في سفر العدد (17:31): (فالآن اقتلوا كل ذكر من الأطفال وكل امرأة عرفت رجلاً بمضاجعة ذكر اقتلوها).
5. جاء في سفر العدد صموئيل الأول (12: 15-4): (فالآن اذهب واضرب عماليق وحرموا كل ماله ولا تقف عنهم بل اقتل رجلاً وامرأة، طفلاً ورضيعاً وغنماً وجملاً وحماراً).
6. جاء في سفر أشيعيا (57: 5): (أما أنتم فتقدموا إلى هنا يا بني الساحرة نسل أولاد المعصية نسل المتوقدين إلى الأصنام تحت كل شجرة خضراء، القاتلون الأولاد في الأودية وتحت شوق المعاقل).
كذلك هناك الكتاب الغائب عنا عربًا ومسلمين وهو كتاب "توراة الملك" و قتل الفلسطينيين" "ليتسحاق شبيرا ويوسي ايليتسور"، ويضم الكتاب المنطلقات والقواعد الفكرية والأيديولوجية التي تدعو لسفك دماء الأغيار -غير اليهود- على أيدي اليهود في أوقات السلم والحرب، والكتاب مزيج من أحكام منتقاة وفقًا لمجموعة نصوص من التوراة التلمود، معتمداً على تفسيرات وأقوال فلاسفة وعلماء يهود من عدة عصور، ويقدم أرضية عقائدية تبيح لجنود الاحتلال والمستوطنين قتل الفلسطينيين.
الفصل الأول والثاني من الكتاب تضمنا عناوين "لا تقتل، وقتل غير اليهودي الذي يخالف الفرائض السبع" على تحريم قتل اليهودي لليهودي وإباحة قتل غير اليهود من حيث أحقية قتل اليهودي لمن يخالف واحدة من الفرائض السبع المفروضة على أبناء نوح. ويقدم الفصل الثالث الحالات التي يضحى فيها بالنفس عوضًا عن ارتكاب أي ذنب، ويقارن الفصلين الثالث والرّابع بين اليهود والأغيار ومدى تمسّك كل منهما بمعتقداته، وموقف اليهود والأغيار من القتل، ويستخلص المؤلّفان أنّ اليهود يُسمح لهم بقتل الآخرين أكثر مما يسمح للأغيار بقتل أناس من الأغيار الآخرين.
وركز الفصل الرابع على استباحة دماء الأغيار. والفصل الخامس من الكتاب احكام قتل الأغيار في الحروب، ويشير إلى "وجوب" قتل أيِّ مواطن في المنطقة المعادية يشجع المقاتلين أو يعبر عن رضاه عن أعماله، و "جواز" قتل مواطني الدولة أو المنطقة المعادية وإن كانوا لا يشجعون دولتهم في أعمال الحرب. ويبرر الكتاب جواز القتل بأن الشريعة اليهودية تعتقد أنهم يرغبون في أوقات السلم بسفك دماء اليهود، فيما ويتعاظم هذا الاعتقاد برغبتهم في سفك دماء اليهود في حالة الحرب.
أما في شأن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين يوم واحد وسن الرشد، والذين بطبيعة الحال لا يخالفون الفرائض السبع لعدم إدراكهم لها أو سماعهم عنها، فبالإمكان قتلهم "بسبب الخطر المستقبلي الذي يشكلونه إذا سُمح لهم بالعيش ليكبروا فيصبحوا أشراراً مثل أهلهم". ويشير المؤلفان: "بطبيعة الحال يُسمح بقتل الأطفال، والمدنيّين الآخرين كذلك، الذين يحتمي بهم "الأشرار"، فيجب قتل "الأشرار"، حتّى وإن أدى ذلك إلى قتل الأطفال والمدنيّين".
يتناول الفصل السادس "تعمد إيذاء الأبرياء" في حالة الحرب والسلم، ويرى بأحقية استهداف الأبرياء التابعين لمملكة الأشرار وقتلهم من أجل الحفاظ على الدولة الصالحة، قياساً إلى أحقية الدولة الصالحة بإجبار الأبرياء من مواطنيها على القتال وقتل المخالفين منهم، ما يعده الكتاب أعظم من قتل الأبرياء من أعدائها إذا اقتضت الضرورة.
الفتاوي الصادرة عن حاخامات التشريعات اليهودية في العالم متعددة وقصص الأدب العبري مليئة كذلك من قصص القتل وحرق المدن غير اليهودية والقاعدة العامة هنا اليهودي أفضل الخلق و "التوراة" تجيز قتْل الأطفال والنساء في زمن الحرب ونحن "العرب" كما وصفنا المقبور الحاخام "عوفاديا يوسف"، "إنهم أسوأ من الثعابين، إنهم أفاعٍ سامة".. "هؤلاء الأشرار العرب تقول النصوص الدينية: "إن الله ندم على خلقه أبناء إسماعيل هؤلاء، وإن العرب يتكاثرون كالنمل، تبًّا لهم، فليذهبوا إلى الجحيم".
وأخيرًا إن أهم ما أكدت عليه حرب غزة أنه من الصعب التفريق في المجتمع الإسرائيلي ما بين جندي ومدني وما بين رجل وامرأة؛ فكل المجتمع عسكري بامتياز ولا يمكن التفرقة على أساس مدني أو عسكري، وهذا السلوك الدموي القائم على القتل موروث تربوا عليه ومستمد من التشريعات اليهودية والتلمود الذي جاء فيه: "حطِّم الصالح من بين الأجانب" و "حتى أفضل الغويم يجب قتله"، و "اليهودي الذي يقتل مسيحيًا لا يقترف إثمًا، بل يقدم إلى الله أضحية مقبولة" و "كل من يسفك دم شخص غير تقي – غير يهودي -، عمله مقبول عند الله، كمن يقدم قربانا إليه"، وفي حرب غزة الدائرة اليوم أصدر أطباء إسرائيليين رسالة جاء فيها: "سكان غزة الذين رأوا أنه من المناسب تحويل المستشفيات إلى أعشاش للإرهاب في محاولة لاستغلال الأخلاق الغربية، هم الذين جلبوا على أنفسهم الدمار، ويجب القضاء على الإرهاب في كل مكان وبكل طريقة". فرعون قتل الأطفال خوفاً من ظهور موسى.. وحتى لو قتلت "إسرائيل" اليوم كل أطفال فلسطين، موسى واحد سينجو.. "سيهزم الجمع ويولون الدبر".