ليس بعيداً عن غزة .. الأقصى في خطر والأردن وحيداً بمعركته
هشام الهبيشان
09-12-2023 06:29 PM
تزامناً مع استمرار العدوان الصهيو- أمريكي على قطاع غزه، تستمر قطعان المستوطنين بحملاتها لأقتحام المسجد الأقصى المبارك، وبحماية مشددة من قوات الاحتلال الصهيوني ،وهو ما يؤكد حقيقة أن هذه الخطوة ستكون بمثابة دافع لجماعات اليمين المتطرف الصهيوني ، لتحقيق حلمها بالسيطرة تدريجياً على المسجد الأقصى والبدء بخطوات لذبح القرابين وإقامة كنيس أولي، يتلوه هدم الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم ،وهذا ما ألمح له أكثر من مره إيتمار بن غفير ، وأعلن بشكل واضح عن سياسته وسياسة حكومة اليمين المتطرف الصهيوني بقيادة نتنياهو ، وبهذه الخطوة هو يحاول تثبيت العديد من الوقائع على الأرض، وهو يسارع الزمن ، لتغيير "الوضع الراهن" في المسجد الأقصى ، وهذا الملف بالتحديد هو على قائمة أولويات حكومة نتنياهو المتطرفة ، وتزامناً مع كل هذه التطورات في المسجد الأقصى ،أصدر رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو، توصياته بتكثيف عمليّات بناء المزيد من الوحدات الاستيطانية في مدينة القدس، والهدف هو عزل مدينة القدس المحتلة عن محيطها الفلسطيني والعربي ، واحاطتها بالمستوطنات الصهيونية ، تمهيداً لأطباق السيطرة الكاملة عليها .
وهنا ،يجب توضيح مسألة هامة وهي أن الدور والموقف العربي "بأستثناء الأردن "الرسمي والشعبي " ، يغيب بشكل كامل عن كل هذه التطورات القادمة من الأراضي الفلسطينية المحتلة وتحديداً من مدينة القدس المحتلة ، وذلك يبدو واضحاً من خلال ردود الفعل العربية الرسمية الهزيلة على كل هذه الأحداث التي تستهدف الاقصى والفلسطينيين اليوم بالقدس بشكل خاص وفي باقي مناطق الضفة الغربية .
واليوم ، وللأسف نجد الأردن وحيداً ، يقارع الكيان الصهيوني ،وفي ظل غياب الموقف العربي والاسلامي ، في الوقت الذي لاتخفي فيه حكومة نتنياهو سعيها للتخطيط لهدم المسجد الأقصى، مع استمرار الاستفزازات من مجموعات من قطعان المتطرفين الصهاينة بمحاولات مستمرة لاقتحام وتدنيس للمسجد الأقصى والتعدي على المقدسيين وفرض مشاريع الاستيطان على بلداتهم وتهجيرهم منها، فما يقوم به كيان الاحتلال الصهيوني من هجوم بربري، نازي، فاشي، يستهدف القطاع والضفة الغربية بشكل عام ومدينة القدس والمسجد الأقصى بشكل خاص، يؤكد أن هناك مشروعاً صهيونياً – دولياً – إقليمياً يستهدف تصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل، فاليوم يمارس هذا الكيان الصهيوني دوره القديم الجديد بمحاولة تصفية القضية الفلسطينية وتهجير باقي سكان فلسطين من وطنهم وإحلال عصابات وقطعان المستوطنيين مكانهم،إذ تقوم اليوم عصابات هذا الكيان بجرائم كبرى بحق الأقصى ومواطني الضفة ، إضافة إلى حملات تدمير وهدم كثير من البيوت والتجمعات السكانية بالضفة الغربية وبمدينة القدس تحديداً، لتُقام على أنقاضها مستوطنات يوطن بها مجموعة من صهاينة هذا الكيان.
ختاماً، يجب توضيح أن ما يجري من أحداث في مدينة القدس بشكل خاص وعموم مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة بشكل عام، وبالتزامن مع حديث وقرارات حكومة نتنياهو ، أن هذه الحكومة المتطرفة ، تسعى إلى كسب قرار وإجماع دولي يسمح للصهاينة بتحقيق حلمهم التلمودي بقيام دولتهم اليهودية، فهل سيتحرك العرب لحماية الاقصى وحماية فلسطين التاريخية وأهلها ،أم سيبقى الموقف العربي كما هو هزيلاً ضعيفاً كما عهدناه بما يخص قضية الشعب الفلسطيني وفلسطين؟! ،وهل سيترك الأردن وحيداً يصارع مشاريع الكيان الصهيوني ، رغم حجم الضغوط التي ستنجم عن هذا الصراع مع هذا الكيان ،، وهنا أود تذكير بعض العرب أن ّ صمتهم على مايجري بفلسطين هو وصمة عار بجبين كلّ من تأمر على فلسطين وساهم بتدمير وإضعاف هذه الأمة.