اقدام دولة واحدة في العالم على اهدار المسؤولية الأخلاقية للمنظومة الإنسانية وتضييع الجهود الدولية لوقف المجازر ، ومخاطر تفاقم الازمة المتصاعدة في غزة على اثر العدوان الهمجي البربري المتواصل على الفلسطينيين العزل يؤكد هشاشة النظام الدولي، وسقوط المبادئ والقيم التي أقيم على أساسها، وسيكون الموقف الدولي خارج حسابات الدول في المستقبل.
ولو ان قصار النظر من ساسة الغرب الذين سعروا الحرب الشعواء على قطاع غزة ، وايدوا العدوان الوحشي الغاشم على الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ، ومنعوا صدور أي قرار لوقفها في الأمم المتحدة امتلكوا القدرة على التخيل لادركوا كيف امدوا الصراع في فلسطين بوقود المرحلة القادمة.
فهؤلاء الأطفال الصغار الذين لاحقتهم الطائرات ، والقذائف الى غرف نومهم ، وكانوا عرضة للقصف، وشردوا من ديارهم، او اخرجوا من تحت الأنقاض بالرمق الاخير، او فقدوا اباءهم، وامهاتهم، وعائلاتهم، واخوتهم الصغار ، وشهدوا دمار منازلهم ، واحيائهم، وفقدوا ذكرياتهم، وحقهم في الحياة، واغتيلت طفولتهم، واحلامهم، وتيبست الدموع على وجوههم سيمتشقون السلاح يوماً، وسيكونون رجالات المقاومة في المرحلة القادمة ، وسيقودون حركة التحرير، ويواصلون النضال من اجل حرية الأجيال القادمة من أبناء شعبهم تحت الاحتلال.
ولذلك سيواجه الصهاينة جيلا اشد بأسا من هذا الجيل الذي يقاومهم اليوم ببسالة عز نظيرها في التاريخ، وقد خرج مظفرا من اتون المجازر السابقة التي أحدثها الصهاينة في فلسطين، وستبقى دائرة الموت تلاحق الجميع ما دامت بعض الدول الكبرى تصر على الحكم على الفلسطينيين بالموت، والفناء.
والايتام الذين بقوا على قيد الحياة بحكم الصدفة ، وقذائف الموت تحيط بهم من كل جانب، وتحولت ايامهم ولياليهم الى جحيم، وهم يصطلون بنيران الطائرات ، ويهرعون بين الدمار والدماء والاشلاء سينهضون حتما لاخذ الثأر، واسترداد كرامتهم الوطنية، وتحقيق حلمهم الوطني المتمثل في الحرية، والاستقلال، وسيذيقون المحتلين الصهاينة الوبال.
أطفال غزة قادمون بقوة في مشهد الصراع القادم، ولن توقفهم المجازر، وكثافة النيران الصهيونية فقد افقدوا طعم الحياة، واصبح الموت رفيقهم، ولم يعد يشكل هاجساً لهم، وحيث افترشوا الموت، وسمعوا انين الأرض، وراوا دماء احبابهم تراق، وحملوا أشلاء إخوانهم في حقائبهم المدرسية.
لقد افقد النظام الدولي الفلسطينيين من إمكانية الاحتفاظ بأي امل ، ولم يبق امامهم سوى الالتحاق على التوالي بحلقات الصراع حتى تحرير ارضهم المحتلة، وإخراج وطنهم من دائرة الموت التي حكم العالم عليهم بها بكل قسوة.