سياسة المجازر الصهيونية امتدادا لمجازر حرب 48
د.بكر خازر المجالي
09-12-2023 10:09 AM
نفس الاهداف ، ولكن هناك نهاية
منذ قرار الامم المتحدة لتقسيم فلسطين عام 1947 ورفضه عربيا ويهوديا والتوجه نحو الحرب ،فقد ارتكب اليهود عدة مجازر بحق البلدات العربية ، ولا زالت الابحاث والدراسات والاكتشافات تتناول مجازر ارتكبها العدو وتكشف عن همجبتها ، وفي تقرير اعدته عدة مراكز فلسطينية عن المجازر الصهيونية تناولت رصدا للمجازر خلال نكبة 1948 وكم حاول العدو اخفاءها بطمس الوثائق التاريخية وشهادات ضباط صهاينة كبار كانوا قد أدلو بها ، لكن ما استطاعوا ابدا اخفاء جرائمهم ،وكشف شهود العيان حتى من جنود صهاينة شاركوا فيها الكثير من المعلومات حول حجم هذه الجرائم وبشاعة تنفيذها خاصة من خلال العثور على مقابر جماعية للسكان الفلسطينيين الاصلين .
ونوه المرحوم ذوقان الهنداوي في كتابه القضية الفلسطينية قبل حوالي الثمانين عاما – الذي اوقف تدريسه في المناهج الاردنية عام 1995 - الى سياسة التهجير الصهيونية ، وورد ما نصه في الفصل الثالث عشر من كتابه :
" لم تكن سياسة حكومة الانتداب التهديدية إلا جزءًا من تنفيذ الخطة الرئيسية الرامية إلى تصفية عرب فِلَسْطِين، ثم صدر قرار التقسيم في 29 تشرين الثاني 1947م فنظم اليهود صفوفهم استعدادا لحملة تشريد منظمة ينزح فيها عرب فِلَسْطِين نزوحًا جماعيًّا، فبدأوا بشن حملة إرهاب وفتك بالمدنيين العرب كي يشيعوا الرعب والخوف في قلوبهم فيضطروهم إلى ترك دورهم وقراهم، ولهذا قاموا بمجازر دير ياسين وناصر الدين وغيرها.
ولقد نجح ذلك الإرهاب بالتعاون مع السلطات البريطانية في إجلاء حوالي ثلاثماية وخمسين ألف عربي عن أراضيهم وبيوتهم وذلك قبل انتهاء الانتداب البريطاني في 15 أيار 1948."
وتستمر عمليات الكشف والعثور على المجازر الصهيونية ففي عام 2013، فقد اكتشفت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" وجود 6 مقابر جماعية تضم مئات الرفات والهياكل العظمية لشهداء ومدنيين قُتلوا خلال عامي 1936 و1948؛ وذلك خلال أعمال ترميم كانت تقوم بها المؤسسة في مقبرة الكزخانة في شمال مدينة يافا . وحتى الصحف العبرية كانت تنشر تحقيقات عن هذه المجازر ،
فيما كشفت صحيفة "هآرتس" في 21 كانون الثاني 2021 عن آخر هذه الشواهد، والتي كانت لمقبرة جماعية لفلسطينيين قتلوا إبّان حرب 1948 على شاطئ مدينة قيسارية الشهير شمال يافا
وأشارت الصحيفة إلى حدوث عمليات "قتل جماعي للعرب حدث بعد استسلام قرية الطنطورة" عام 1948، وهذه جنوب مدينة حيفا وهاجمها الصهاينة ومارسوا افظع وابشع الجرائم بحق أهلها وكتب الكثيرون عهنا حتى على لسان من شارك فيها من الصهاينة وتم اعداد فلم عنها للمخرج ألون شوارتز، عنوانه "الطنطورة" وهو متوفر على وسائل التواصل . والان هناك موقف للسيارات مكان البلدة ، يقوم على قبر جماعي يضم اكثر من 200 فلسطيني، ويعرف المكان حاليا باسم شاطئ دور . .
وبحسب مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات (مقره بيروت)، فإن عدد المجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في الفترة بين 1937 و1948، زادت عن 75 مجزرة، راح ضحيتها أكثر من 5 آلاف شهيد فلسطيني، فضلا عن إصابة الآلاف، وقال المركز، في إحدى إصدارته لعام 2009، إن ذروة تلك المجازر كانت خلال الفترة الممتدة بين عامي 1947 - 1948، وهي الفترة المعروفة بالنكبة.
ويُطلق الفلسطينيون مصطلح "النكبة" على عملية تهجيرهم من أراضيهم على أيدي "عصابات صهيونية مسلحة" عام 1948، وهو نفس العام الذي أُعلن فيه قيام دولة كيان إسرائيل على غالبية أراضي فلسطين التاريخية.
وتتركز الآن المجازر الصهيونية على قطاع غزة منذ ستين يوما ، وهي بشكل يومي بل كل ساعة ودقيقة لجعل قطاع غزة منطقة غير قابلة للحياة ، خاصة بعد ان تمكنت السياسة الصهيونية من تحييد العرب بل الى استمالة البعض ليمتنعوا عن اي رد فعل كان مناصر للفلسطينيين بل والعمل ضدهم.
واليوم هل نحن أمام شكل جديد من اشكال النكبة ؟ هل يستمر الصهاينة بتنفيذ مخططهم في ارض فلسطين في قطاع غزة ؟ هل سيتوقف المخطط الصهيوني بعد غزة؟ أم غزة ستكون نقطة تحول في وقف المخطط الصهيوني ؟ ربما من المبكر ان نحكم ،ولكن ما يجري هو بطولة وتضحيات نادرة للمقاومة الفلسطينية.
وتشكل غزة اختبارا حقيقيا للمواقف العربية وحتى للفلسطينية التي هي قد تباينت ، ولكن ما يدعونا اليوم هو :
هل علينا أن نعيد قراءة سيناريو حرب فلسطين 48 وأن نلمس أن ذات السياسة التهجيرية تجري وأن سياسة المجازر هي سيدة الموقف ؟
حتى ما بعد حرب 48 كانت سياسة المجازر والهجوم على المدنيين في القرى الحدودية قائمة مثل مذبحة قبية ومجزرة قلقيلية.
هل نشعر فعلا ان اسرائيل قد وضعت نفسها على مسار نهايتها ؟
وهذا ما يجب البحث فيه والتركيز عليه هو ان اسرائيل دولة مجرمة وهي ستنال عقابها وجزاءها بأيديها .