التكنولوجيا العسكرية وغياب أبو عبيدة: الوقائع والتحليلات
بلال الشراكة
08-12-2023 02:17 PM
نعلم أن غياب أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام لاكثر من أسبوعين يثير تساؤلات واسعة، وتداولات تفسيرية حول احتمال علاقته بأنشطة طائرات الدرون البريطانية في ظل الأحداث الأخيرة.
ورغم توضيحات خبير الأمن السيبراني رائد سمور، حول عدم الارتباط المباشر بين غياب أبو عبيدة وأنشطة الطائرات، يبقى الجدل قائماً حول تداعيات تطور التكنولوجيا العسكرية وإمكاناتها الغير معروفة.
التحليلات التقنية التي قدمها سمور تركزت على الأسس الحالية للتكنولوجيا العسكرية واستناداً إلى ما توفر لديه من معرفة ومعلومات، مما ينبغي إحترامه والتقدير لدقته، إلا أن تقدم التكنولوجيا وسرعة تطورها تجعلنا نستفسر عما إذا كانت هناك تقنيات جديدة أو مستجدات قد تكون غير معروفة بالنسبة له كخبير أمن سيبراني وللجمهور العام.
الواقع أن التحليلات الحالية تستند إلى المعرفة والتقنيات المتاحة لحظة الكتابة، لكننا ندرك أن التكنولوجيا العسكرية تشهد تقدماً سريعاً وتطورات مذهلة يمكن أن تفضي إلى إمكانيات غير متوقعة.
وأعتقد أن القسام لديهم المعرفة والعلم بإمكانيات هذه الطائرة البريطانية، ومن باب الاحتياط أيضاً، بل من الضروري التأكيد على أن الاعتماد على المعرفة المتاحة لا يعني عدم وجود تطورات تكنولوجية جديدة تماماً،قد تكون هناك تقنيات متقدمة أو برامج ذكاء اصطناعي قد تم تطويرها بشكل سري أو غير معلن تستطيع تجميع وتحليل واستخلاص معلومات في ظروف معينة.
علينا أن نحترم التحليلات الحالية وفق الأدلة والمعلومات المتاحة، لكن يجب أيضاً أن نحافظ على روح الاستفهام والبحث المستمر عن أحدث التطورات في عالم التكنولوجيا العسكرية.
أؤكد بأنه يجب التأكيد على ضرورة البقاء على تواصل دائم مع التطورات التقنية والعلمية لفهم الواقع بشكل أفضل وتجنب الاستنتاجات المطلقة والتأكيد على أن لدينا الكثير لنتعلمه فيما يتعلق بتقنيات التجسس والتكنولوجيا العسكرية.
إضافة لذلك فإن أبو عبيدة هو أحد أبطال المقاومة الذين نسعد باطلالتهم وتصريحاتهم وفي ظل غيابهم وتأثيره النفسي على الغالبية علينا رفع المعنويات فيما نحلل، وتبقى الشهادة دوماً مطلباً أساسياً لكل مقاوم على أرض فلسطين الحبيبة.
*بلال الشراكة/ مستشار في تقنية وتحليل البيانات.