كلّ المعاني لها حدود، كلّ الحدود لها معنىً، في كلّ مكان هناك شيءٌ خارج عن الحدود.
نحن في حاجة ماسة للوصول إلى نقطة التماسّ خارج الحدود، لنكون أكثر جنونًا وتمردًا وانقلابًا على واقع الحياة.
في زمن السّيطرة على العالم أصبح لدينا رغبةٌ كبيرة في رفض فكرة الخضوع، نمارس حقّنا في الرّفض وعدم الانصياع، لكنّنا تجاهلنا حقيقة أنّنا وقعّنا بكامل إرادتنا على ميثاق العبوديّة الطّوعيّة، فكلّ واحد منّا كان يبحث عن صنم يسجد له، ويمارس طقوس جديدة من الطّواف حول الوهم المسيطر عليه متجسّدة في شركات عملاقة أو شبكات اجتماعيّة تديرها قوي الظّلام ومحور الشّر .
النّاس الذين نعرفهم على مرّ العصور كانوا ولايزالون يعيشون فينا جيلًا بعد جيل، القصص القصيرة التي كانت تدور في أروقة الدواوين يباركها الولاة والسّلاطين، هي نفسها التي نسمعها اليوم لكن اختلف الرّاوي والناقل والأمر في غاية الخطورة بالصّوت والصّورة.
ما معنى أن تكون خارج نطاق السّيطرة ، بعيدًا عن كلّ شيء، تبحث عن الحقيقة ذاتها التي تركتها داخل الحدود، تعيش فيها دون أن تدرك أنّك جزء منها من شكلها في واقعها الزّائف، أنت المشهد العام، وكل ما يدور في داخلك هو مكتوب في نصّ الحوار الذي وقعت عليه لتعيش بعدها دور الضّحية .
خارج الحدود لا يوجد سوى حقيقتك التي تخاف منها فتهرب بها بعيدًا عن الأنظار ، الخيانة هي أنت، النفاق الذي تراه انعكاس سلوكك وصدق مشاعرك تجاه الآخرين نفاقك الذي يجعلك تشعر بالذنب،هل هناك من هو أفضل منك خارج الحدود ، لن تجد نفسك طالما أنت تعيش في حدود مرسومة على جبينك وتأسر قلبك وروحك، لن تكون حرا أبدًا إلا إذا حطمت كلّ القيود ومسحت كلّ الحدود، ليصبح لديك الحقّ في العيش أولا وحرية الاختيار والتّعبير والشّعور بالحريّة والكرامة والعدل والمساواة في كلّ شيءٍ وكلّ مكان دون قيود ، لابدّ من مسح جميع الحدود لتولد في فضاء حرٍّ ولا تلدك إمك مملوكًا قبل أ ن تتنفس .
خارج الحدود كلمات يجب أن لا تكون ذات معنى دال على الحريّة لأنها بحدّ ذاتها فيها حدود .
إننّي عندما أقول حريّة فهذا يعني أنه لا قيود على أيّ شيء من أيّ شيء، الإنسان له حدود الرّوح والعقل حبيسة الجسد فلا حريّة مطلقة في الحياة إلا بانتهاء الوقت المحدّد لنا في هذه الدّنيا فتغادر الرّوح الجسد والعقل والقلب والفؤاد والنّفس البشرية تسبح في فضاء الخالق سبحانه وتعالى تنطلق مسرعة لحريّة الكون المطلق إذا كانت روحًا طيّبة وتفرح بلقاء لقاء الخالق عزّ وجلّ، وبعدها يكون الخلود الأبدي ّ.
وأمّا شياطين الجنّ والإنس في الأرض اعتقدوا أنهم أحرار وفي الآخرة هم في جنهم محكمون بالأبديّة والعذاب الذي وعدهم الله .
بعيدًا عن هذا القول، لم يعد هناك شيء يقال في مفهوم الحريّة المطلقة فهي تتحقّق في الموت فقط الذي هو بداية الحياة للأحرار ونهاية الحياة للاشرار .
نختار بارإدتنا الكاملة أي حياة نعيش وعليها كلّ واحد ينال حقّه من الحريّة.
مودّتي
دمتم بحريّةٍ مطلقةٍ..