هكذا يقرأ الشباب موقف الأردن الرسمي تجاه حرب غزة
عبد الله حمدان الزغيلات
07-12-2023 03:41 PM
إن هذه الحرب المستعرة على قطاع غزة هدفها قتل المدنيين من أطفال ونساء، وهدم المساجد والكنائس، وما يحصل في غزة لم نشاهد مثله في أي صراع عسكري من قبل. وعند الحديث عن كيف للمجتمع الأردني أن يقرأ هذا المشهد؟. وكيف يترجم موقفهم مع الرأي العام والموقف الرسمي؟. قد يتجلى هذا الأمر في موقف الشباب الأردني شباب الغد الطامح، من لديهم إيمان راسخ أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية الأولى والمحورية بالنسبة للأردن: "ولا مجال للتشكيك بالموقف الوطني الأردني تجاه ما يحصل في قطاع غزة".
إن المواقف الأردنية التي قادها جلالة الملك عبد الله الثاني منذ بدء الحرب على قطاع غزة، واللقاءات والاتصالات التي عبر عنها جلالته إنها لخير دليل على ذلك، كما أن الدبلوماسية الأردنية دعت منذ اليوم الأول إلى وقف إطلاق النار ومنع تهجير الفلسطينيين من مدنهم باعتبار ذلك جريمة حرب نكراء، مع التأكيد على أهمية تطبيق قواعد القانون الدولي الإنساني.
ولا بُدّ من الإشارة إلى الجهد الدبلوماسي الأردني الذي تجسد من خلاله تقديم الأردن المساعدات الإنسانية لأبناء القطاع، والإبقاء على المستشفى الميداني العسكري، وتقديم المساعدات الطبية للضفة الغربية المحتلة، إضافة إلى قرار المملكة باستدعاء السفير الأردني من تل أبيب، وإبلاغ وزارة الخارجية الإسرائيلية بعدم إعادة سفيرها إلى عمان. ولأن الدبلوماسية الأردنية تؤمن بالحل السياسي لقضايا النزاع في العالم، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
الموقف الأردني تجاه الحرب على غزة ثابت وواضح، وهناك تناغم حقيقي بين الموقفين الرسمي والشعبي حول ما يحصل في القطاع من حرب ضد المدنيين(الشيوخ، والنساء، والأطفال)، مؤكدين أهمية الاصطفاف الشعبي خلف جلالة الملك عبد الله الثاني الداعم للقضية الفلسطينية ووقف الحرب على القطاع.
هنالك صفحات إسرائيلية ممولة تدعو أهالي الضفة الغربية للهجرة إلى الأردن، وهذا يأتي في سياق تسليح مئات الآلاف من المستوطنين والاعتداءات والمجازر في مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية، هذا هو السيناريو الذي يديره المتطرفون الإسرائيليون حاليًا، والذي نبه له جلالة الملك أكثر من مرة.
نتائج الحراك السياسي والدبلوماسي الأردني والذي قادة جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين من خلال المواقف الرسمية والضغوطات الدولية، الرامية إلى:
- إعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة وبقوة عند الشعوب العربية والإسلامية، وحتى الغربية، للتأكيد على حق الشعب الفلسطيني بالأرض، وحق تقرير المصير والعودة إلى بلادهم.
- كشف حقيقة الأنظمة الغربية التي تدعي الإنسانية والتي غضت النظر عن واقع حقوق الإنسان في غزة.
- الدعوة إلى بيان موقف القانون الدولي العام من إعلان وشن الحرب على قطاع غزة.
- معالجة مسارات الحرب القائمة والمستمرة، ومدى القدرة على تفعيل القانون الدولي الإنساني واختصاصات المحكمة الجنائية الدولية، والعمل على إيقاع العقوبات، ومحاولة فتح ملف ملاحقة مجرمي الحرب.
- تحقيق الوحدة الشعورية بين الأمة جمعاء.
- الكشف عن حقيقة عدم مقدرة إسرائيل احتلال قطاع غزة.
- الأردن والعالم يرفض التهجير القسري للفلسطينيين.
- الأردن لا يعتبر نفسه مناصرًا للقضية الفلسطينية فحسب بل يعتبر نفسه صاحبًا للقضية.
- الضغط على إسرائيل لعدم إعادة احتلال قطاع غزة، وعدم فرض حصار على القطاع أو اقتطاع أي جزء منه.
- الحرب على غزة عززت من التماسك والسلم المجتمعي في الأردن.
- إدخال إغاثة عاجلة للقطاع، وهذا الملف تستطيع إدارته الأردن، حيث لها خبرات سابقة وأياد بيضاء نظيفة طيلة السنوات التي مضت في هذا الملف بالذات.
جميعًا نأمل نهاية الحرب في أسرع وقت. نترحم على الشهداء الذين قضوا نحبهم خلال العدوان الغاشم على قطاع غزة، إن كلمات الحب والحزن تختلط في وصف ما يجري الآن، والتي جبلت بدماء الشهداء والأبرياء. نسأل الله أن يحفظ غزة بعينه التي لا تنام، وأن يرعاها في جميع الظروف والخيارات. اللهم يا رب العرش العظيم، نستودعك الأهل في القطاع، فقد ذاقوا الكثير من الويلات والأحزان، اللهم كن لأحزانهم ولجراحهم، وثبت قلوبهم واحفظهم عن اليمين وعن الشمال.