نصحني أحد الأصدقاء بأن لا أكتب عن حالات الضعف التي أمر بها... رغم اني اكتب ما يمر بي من خواطر بعفوية وتلقائية بريئة، دون التفات إلى بعض ما تترصده العيون ..
لا انكر انني أضعف أكثر في حالات الفراق.. وقد يصل بي مستوى التأثر الذي يجعلني أدير وجهي مسرعا إلى جهة لا يراني فيها الناس ولا ترمقني فيها العيون..
مظفر ليس إبنا فقط بل هو صديق استند اليه في كثير من الظروف.. لقد وجدت فيه نضجا مبكرا، وعقلا راجحا ، وهدوءا مميزا.. فكنت اشاركه في بحث مواضيع فكرية وسياسية وتاريخية.. وأحيانا قضايا شخصية وأحاسيس نفسية.. وكنت اصغي إلى ما يقول ، واستمع إلى رأيه باهتمام..
مظفر غادرنا بالأمس إلى كندا لإكمال دراسته، لكن لا شك عنده نوايا أخرى.. وربما كان لي رأي في هذه المسألة.. لكن لم ارد ان أقف حجر عثرة أمام تحقيق بعض أحلامه وطموحاته ونظرته للمستقبل الذي يريد أن يصنعه لنفسه...
كلما أتذكر لحظة سفره ابادر إلى صرف تفكيري بسرعة فائقة إلى مواضيع أخرى تنتشلني من الوقوع أسيرا لهواجس تجعلني أشعر بالضعف او الانهيار العاطفي..
مظفر أعتقد أنه الآن على وشك أن تطأ أقدتمه أرض مطار مونتريال... فأرجو الله جلت قدرته أن يحوطه بعنايته ويكلأه برعايته وأن يوفقه للحق والصواب والسداد في القول
والعمل.. وأن يصرف عنه السوء وأهل السوء .. وأن يرزقه صحبة خيرة في غربته، وأن يزيل عنه الوحشه، وأن يسلمه من كل مكروه.، وأن يعينه على شق طريقه نحو المستقبل بنجاح.. وأسأل الله أن يبقى على صلة وثيقة بقضايا أمته وأن يكون هو وجيله سسبا في نهضة الأمة وإعادة بنائها.. من أجل أن تستأنف دورها الحضاري بفعالية كفاءة في ميدان تسابق الأمم ..