facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نكبة غزة والشهر الثالث


المهندس عبدالفتاح الدرادكة
06-12-2023 02:43 PM

ان ما دفعني للكتابة تحت هذا العنوان هو ان الضروف تضع ما يجري وكأنه تكرار لما جرى في عام النكبة اي عام 1948 حيث ان جميع الحروب بعد ذلك لم تستمر لاكثر ستة ايام في حرب 1967 وسبعة عشر يوما في حرب 1973 وتقريبا نفس المدة لسقوط بغداد بينما تدخل حرب غزة شهرها الثالث ، وكذلك كانت هناك هدنة شهر واليوم وفي غزة الهدنة ستة ايام وكذلك تتشابه الظروف في المذابح حيث مذابح دير ياسين والدوايمة واللد والرملة وغيرها في النكبة عام 1948 بينما اليوم جميع سكان غزة معرضون للذبح وكذلك فإن خارطة المنطقة تغيرت بعد النكبة ومن المتوقع ان يحصل نفس الشىء فيما لو لا سمح الله هزمت المقاومة ولم يتوقف العدوان.

ان من يتابع الاحداث في غزة وردود الافعال سواء العربية او العالمية واقتراب دخول المجزرة شهرها الثالث حتما سيخرج باستنتاج ان الانظمة العربية ليس لديها الامكانية لاتخاذ موقف قومي وطني حر وذلك لانها مجزأة كما ارادوه لها ولأن وضعها السيادي والاقتصادي مرهون بالإملاءات الغربية والامريكية وكلنا يعلم ان هناك مشاريع وحدوية قومية تم إجهاضها ابتداءا من الثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف الحسين بن علي والمشروع الناصري في مصر والمشروع البعثي في العراق والذي كان الشهيد صدام حسين جزءا منه كانت حتما لو نجحت لحققت ارادة الامة في الوحدة الكبرى وتوحيد الصفوف والتكامل والاستفادة من الموارد والخيرات التي ذهبت الى الدول الامبريالية المستعمرة ولما كان قرارها محكوما بالاملاءات كما هو الوضع الحالي

إن الانظمة العربية حاليا وتمشيا مع مقولة (ليس باليد حيلة)تتمنى توقف الحرب للمحافظة على كياناتها ولاترغب بانتصار اسرائيل قدرا او بتدخل الهي لان انتصارها يعني زيادة عنجهيتها اي اسرائيل ولانهم يعرفون كما يعرف العالم ان الصهاينة لا يراعون الا ولا ذمة ولا يراعون الاخلاق ولا المواثيق وخير مثال على ذلك اتفاقيات كامب ديفيد واوسلو ووادي عربة .

ومما يزيد في الاستغراب ان معضم الانظمة العربية وبدرجات متفاوتة تتبنى النضرة الصهيونية الغربية لحركة المقاومة الاسلامية حماس على انها تنظيم ارهابي وهم جميعا يعرفون حق المعرفة انها حركة وطنية وليست ارهابية وانها بالمفهوم المجرد تقاوم محتلا ولا تحارب ولا تعتدي على اي طرف او جهة عالمية اخرى غير الصهاينة المحتلين فكيف يتفقون مع اعداء الامة في اعتبارهم ارهابين وهم اي المقاومة دعاة حق وتحرر ويعلنون ذلك صراحة وعلى الاشهاد بينما بعض الانظمة تلمس وترى نهب ثروات بلادها وتقيدها بالمديونيات وشراء الاسلحة ودفع الاتاوات بالمليارات وبتسميات واشكال مختلفة الجميع يعلمها ومع كل ذلك ترغب هذه الانظمة بسقوط حماس لان انتصارها سيعري هذه الانظمة مما يمهد لحراكات وثورات شعبية قد تؤثر او تطيح بهذه الانظمة التي بعضها لم يمانع صراحة في تدمير حماس واجتثاثها تخوفا من ذلك وتمشيا مع املاءات دوائر صنع القرار الغربية الصهيونية.

ان حصيلة شهرين من المذبحة وهذا هو الاسم الصحيح لوصف ما يجري على ان اسم الحرب يكون بين إطراف متكافئة وتكون فيها التزامات اخلاقية من حيث عدم تعمد ضرب المدنين في المستشفيات وتدمير المنازل اما ما يجري فهو قتل وتدمير ممنهج الهدف منه الابادة الجماعية والتهجير والذي تخشاه الانظمة لاسباب لوجستية واسباب ديمغرافية وليس لاسباب وطنية وان ما تقوم به المقاومة الاسلامية من بطولات لو قدر لها ان تكون في ضرف غير الذي هي فيه من حيث عدم وجود دعم عربي واسلامي بل وعلى العكس من ذلك التضييق عليها بهدف انهائها … لو قدر لها العمل بحرية فستحقق الذي لم تحققه الأنظمه وتكون ندا قويا للكيان الصهيوني وستفرض شروطها وتنهي حالة الاذلال والنضرة الدونية التي اوصلتنا اليها الانظمة.

الا انه ومن تحليل ما يجري وعلى ضوء المعطيات الموجودة في الواقع يمكن القول ان حركة المقاومة قدمت ما عليها واكثر من ذلك بكثير ولكن الى متى ستستطيع الاستمرار مع الدعم الأميركي الغربي اللامتناهي للكيان الصهيوني والموقف السلبي للأنظمة العربية والتي يعتقد ان حماس راهنت عليها كثيرا والنتيجة قد اسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي.

وفي الختام ولمواجهة الوضع الماساوي الذي قد ينتج نتيجة بربرية وهمجية العدوان والوضع التدميري الذي يحدث والذي سيحدث بعنف اكبر وعلى ضوء امعان العدو في قتل روح الارادة العربية من خلال التدمير الممنهج لغزة فإن ما بعد العدوان ليس كما قبله وسيقوم اليمين المتطرف الصهيوني بابعد مما تتصور الانظمة والتي ستكون نتيجة هذه الحرب وبالاً عليها سواء على المستوى الشعبي الداخلي او الاستخفاف الدولي لانها تعرف انه الي ما فيه خير لبلده ما فيه خير للاخرين فالمطلوب تحرك سياسي شعبي رسمي عربي والكل يعلم ان النظام الوحيد المؤهل لذلك هو الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني استنادا الى ان الموقف الاردني كان متقدما على بقية المواقف في المنطقة من خلال التحرك الدبلوماسي لجلالة الملك لايضاح الموقف وثني الدول الغربية على عزمها الاستمرار في دعم الكيان الصهيوني وتبيان مخاطر استمرار العدوان والتنديد به ورفض التهجير والدعوة وهذا التحرك ان وجد سيؤدي حتما للتأثير على بقية الانظمة للعمل الجماعي ورفع مستوى الخطاب السياسي والحشد العالمي للضغط على الامريكان والغرب لوقف وتخفيف الدعم للكيان الصهيوني وبالتالي وقف العدوان.

والله من وراء القصد





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :