facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




كم من "المعلش" يلزمنا ؟


بسمة العواملة
06-12-2023 10:52 AM

لا يزال مشهد الصحفي الفلسطيني وائل الدحدوح ماثلاً امامي، يأبى أن يفارق ذاكرتي بكلماته التي آلمتنا جميعاً و تركت أثراً عميقاً في نفوسنا ، هذه المعلش الذي اطلقها الدحدوح الممزوجة بدمعة حارقة احدثت صدمة كبيرة لضمائر كثير من الشعوب وحتى تلك التي كانت حتى وقت قريب لا تبالي بغزة او حتى بالاحتلال الاطول في التاريخ ، وصل اليها صدى تلك المعلش التي كشفت عن الوجه الحقيقي للاحتلال ، احتلال يغتال الطفولة في مهدها .

فهل كان العالم يحتاج هذه المعلش حتى يستفيق من غيبوبته التي طالت؟ ، ليصرخ في وجه الاحتلال مطالباً اياه بوضع حدِ لعدوانه و قتله الالاف الاطفال دون رحمة او شفقة ، هولاء الاطفال الذين اا ذنب لهم سوى انهم خلفوا في اشد بقع العالم بؤساً و ظلماً للطفولة بقعة محتله منسيه من هذا العالم الذي اصابته حمى سباق التسلح لاكثر الاسلحة فتكاً بالبشرية و المحرمة دولياً .

وأجدني مرة أخرى اتسائل ما دامت محرمة، فلماذا يقف المجتمع الدولي عاجزاً عن محاربتها و التصدي لمنطق القوة الذي تتبناه و تدافع عنه الدول العظمى ( عظيمة اقتصادياً و عسكريًا فقط و ليس أنسانياً كما تدعي ) ؟!.

فكم من المعلش يلزمنا حتى نعاود بناء الثقة مع المنظمات الدولية التي كانت تنادي بضرورة الالتزام بحقوق الإنسان على مدار العقود الماضية ؟، ولا ادري ما هي خطط و تطلعات مؤسسات المجتمع المدني في الدولة الاردنية لإعادة التفكير بالآلية الجديدة التي ستسلكها في تناول موضوعات حقوق الانسان حسب المعطيات الجديدة خاصة وأن كثير من الجهات الحكومية سواء على المستوى الدبلوماسي او على مستوى مجلسي الاعيان والنواب و غيرها في خضم الاحداث الأخيرة سبقت مؤسسات المجتمع المدني هذه بأشواط، لا بل و تصدرت المشهد بكل قوة وإقتدار عاليين بحيث لفتت انظار العالم الى ضرورة اعادة النظر في كثير من المفاهيم كالديماقراطية وحق الانسان في المعرفة وغيرها من الحقوق التي ضُربت في مقتل امام اصطفاف كثير من الدول مع القاتل ضد الضحية .

حتماً تغيرت كثير من موازين القوى و تغيرت معها و ستتغير كثير من الاولويات ، فقد تصبح مطالبة بعض مؤسسات المجتمع المدني بمزيد من التصدي لتصنيع الاسلحة المحرمة دولياً اكثر اهمية من التصدي لايقاف عقوبة الاعدام و أن كانتا تؤديان الى ذات النتيجة الى أن المعطيات تختلف بشكل اكثر وضوح .

فكم من المعلش يلزمنا حتى نسمع مفردات كحقوق الانسان والقانون الدولي الانساني وحقوق الطفل وغيرها دون أن تتسع الاحداق استهجاناً و تبتسم الشفاه ابتسامة السخرية الممزوجة بألم؟!..

واخيراً كم من المعلش يلزمنا كي نعاود احياء الفرح باعياد الميلاد المجيدة التي كنا ننتظرها بشغف الطفولة كي نشاهد شجرة الميلاد الباسقة في الفحيص كما اعتدنا في كل عام ؟!..

كم من المعلش يلزمنا حتى تعاود الضحكات الى محيانا ونحن ما زلنا نتذكر صور و مشاهد الطفولة التي قتلت بدم بارد و دون ان يغمض لهذا الاحتلال عين او يرف له جفن ؟..

أيكون من المقبول على عكس ما أعلن مجلس الكنائس إلغاء جميع فعاليات الاحتفال بعيد الميلاد المجيد احتراما لضحايا غزة أن نقترح على اخوتنا المسيحين إنارة شجرة المحبة والسلام ، وبشكل استثنائي على أن تزدان باسماء و صور الشهداء من اطفال غزة و قصاصات من حكاياهم لتكون رسالة للعالم اجمع، على ضرورة احلال السلام والمحبة ونبذاً للعدائية و الكراهية و الحروب .

أتمنى أن تلقى هذه المبادرة قبولاً من اخوتنا ملح الأرض ليضيء العالم بنور السلام .

"الدستور"





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :