بات من المؤكد ومن خلال التصريحات لقادة مجلس الكابنيت العسكري امس ، ان القادة العسكريين والسياسيين قد اتفقوا على تطبيق قانون هنيبال والذي تطبقه إسرائيل من دون دول العالم وذلك ردعاً لعمليات الاسر والحد منها وعدم تصدير المعلومات المهمة إلى الخارج .. وخاصة المعلومات العسكرية ، ويعتبر الاسرى اكبر محدد لعمليات الهجوم على غزة للقوات المهاجمة اضافة إلى المحددات الأخرى التي سنتحدث عنها ..

ما هو قانون هنيبال او بروتوكول هانيبال، ( حنبعل باللغة العبرية ) هي اجراءات اقرت عملياً عام ٢٠٠٦ ، يستخدمها جيش الاحتلال لمنع أسر جنوده في يد المقاومة الفلسطينية او اي جيش او كيان آخر ، ويقضي هذا الاجراء الذي يقول ان عملية الاختطاف يجب أن تتوقف بشتى الطرق والأساليب حتى لو كان ذلك على حساب ضرب القوات وإلحاق الأذى بها وقتل الأسرى الذي يعتبرهم إذا ما طبق، في عداد القتلى .

في عملية طوفان الأقصى والتي كانت نتيجتها صادمة جداً لإسرائيل وما لحقت به من انهيار كامل لمدة ٤٨ ساعة متواصلة لمعظم قياداتها وخاصةً الاستخباراتية ، قامت المقاومة بعمليات استيلاء على معلومات استخباراتية مهمة جداً وكذاك أسر العديد من المدنين والعسكريين، الأمر الذي اوجد في اسرائيل حالة من الفوضى العامة مما حدى بها اعطاء الأوامر بقتل كل من يتحرك على الارض ..

تحركت اسرائيل إلى غزة وبعد قتال دام مايقارب الشهرين، فشلت كل المحاولات لتحقيق الهدف العام المعلن إلا وهو اعادة الاسرى وتحريرهم .. او القضاء على المقاومة.

اليوم غيرت إسرائيل من خططها وقامت بتوسيع عملياتها من الشمال إلى الجنوب وتقسيم قطاع غزة الى خمسة قواطع حسب المحافظات والمدن الرئيسية في كل محافظة .

واثناء متابعة تصريحات اعضاء المجلس العسكري فقد أقر انه يأسف لعدم القدرة على اعادة الاسرى وقد تم ابلاغ عوائلهم بذلك مما احدث فوضى وردة فعل قوية ما زالت قائمة وسيكون لها ردات فعل كبيرة ، لذلك ستكون هناك عمليات من الممكن ان تقضي عليهم واعتبارهم مفقودين او قتلى … بحثاً عن نصر من اجل انهاء الحرب .

من هنا فقد بات من المؤكد ان الجيش الاسرائيلي المحتل وهذا كان واضحاً من يومين انه استخدم عمليات الارض المحروقة وذلك بالقصف من الجو والمدفعية والبحرية بعمليات نارية مركزة ومصفوفة بالقطعة بعد القطعة من ارض غزة بدون استثناء وهذا ما يقال عنه القصف التمهيدي انذاراً بالهجومات الكبيرة التي ستلي عمليات القصف والتّي بدأت بالفعل.. بدون ادنى اهتمام لاماكن او وجود الاسرى وهذا ما يسمى قتل الاسرى اينما كانوا ومن معهم .. تطبيقاً لتوجيه هنيبال ..

بروتوكول هانيبال لا يشمل الاسرى المدنين الأمر الذي تم التفاوض عليهم وإخراجهم حيث ان البروتوكول صيغت نصوصه رسمياً عام ١٩٨٦ من قبل لجنة عسكرية تتكون من كل من : الجنرال المتقاعد أوري أور، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق غادي أشكناي، قائد المنطقة الشمالية في الجيش عمرام ليفين، ورئيس مجلس الأمن القومي سابقاً الجنرال احتياط يعقوف عامي درور .

تم تعميم البروتوكول على الجنود خلال حالات الحرب، حيث احدث حالة من الفوضى والخوف داخل جنود الاحتلال وان كان لم يطبق بشكل فعلي إلا خلال الحرب في غزة عام ٢٠١٤ عندما تم قصف مدينة رفح بشكل مكثف الأمر الذي أودى بحياة جميع الاسرى باستثناء عسكري واحد واعتقد انه جلعاد شاليط الذي تم التفاوض عليه بأعداد كبيرة من الاسرى ..

نستنج ان جميع الاسرى الذين ما زالوا بيد المقاومة جميعهم عسكريين، وهذا ما حدا بالقيادات العسكرية والسياسية ان تنذر بتطبيق البروتوكول اثناء العمليات العسكرية، ونتيجة حتمية للفشل الذريع لهذه القوات في ايجاد او تحرير الأسرى او انهم بالفعل ان بعضهم قد قتل اثناء العمليات ..

المحددات للهجومات البرية للقوات الاسرائيلية كبيرة من اهمها حساسية إسرائيل للخسائر البشرية وعمليات الاسر للجنود وما مني بها من خسائر، اضافة إلى معرفة المقاومة التامة لطرق ومقتربات ومحاور الهجوم للقوات الاسرائيلية، وكذاك المحدد الاهم وهو الولاء المطلق للمقاومة من قبل شعب غزة ، والذي لم ولن نسمع كلمة لوم واحدة او عتب او غضب من قبل الشعب على المقاومة بالرغم من محاولات عديدة قامت بها استخبارات إسرائيل لاستمالة او شراء البعض بالمال والتهديد بالقصف من اجل معرفة اماكن عناصر المقاومة او اماكن وجود الاسرى ..إلا ان كل المحاولات فشلت.. بل ان الشعب في كل المناطق يقوموا بإبلاغ واشعار المقاومة عن اماكن وطرق وتحركات العدو داخل غزة ..

وكذلك معرفة المقاومة للأرض وتركيز دفعاتهم بشكل فعال حسب طول مديات الأسلحة الأمر الذي ادى الى تأخير تقدم القوات البرية وكبدهم ويكبدهم خسائر بشرية ومادية كبيرة لغاية هذه اللحظة.

أخيراً اقول.. إن لا مجال لترف الوقت في لجم هذا العدو الغاشم القاتل فكل دقيقة تمر بدون ايقاف هذه الحرب المدمرة لاسباب الحياة في غزة تكلف العديد من الأرواح البريئة من أطفال ونساء وكبار سن والمزيد من استشهاد المرضى والجرحى والمصابين الفاقدين للعناية الطبية ..