مضى على زواجه اكثر من عشر سنوات.. عانى خلالها من الاستبداد والظلم ما عانته الشعوب العربية وربما اكثر !!
كانت الزوجة هي الحاكمة في البيت.. وخلال حكمها قمعت الحريات ونهبت الراتب ولم تطبخ له سوى (القلايات).. وكانت تقضي معظم وقتها على الدرج مع الجارات متجاهلة حاجات البيت والاسرة.. كانت لا تسمح له بالمغادرة الا بعد ان ينهي "الجلي" ويقوم بشطف الحوش ونشر الغسيل!!
كانت تحكم السيطرة في السهرة على (الريموت كونترول).. وكانت تمنعه حتى من مشاهدة (الفطبول).. كانت مظاهر الفساد واضحة على (علب المكياج) و (قناني العطر) و (كنادر الكعب). بالمقابل كان كل ما يطالبه تغيير (الزعتر والزيت) بجبنة المكعبات ولو مرة واحدة في الاسبوع!!
هبت رياح الحرية على منطقتنا العربية.. وتساقط الزعيم تلو الزعيم.. عندها اصبح يفكر جديا بتذوق طعم الحرية ولو مرة واحدة في حياته..
فدعا جيرانه المتزوجين والذين يعانون ما يعانيه لاجتماع عقد على ظهر "الحيط " بعيدا عن اعين زوجاتهم وقرروا ان يعتصم كل واحد في بيته مطالبا: باسقاط المدام .. على الفور نفذ الاعتصام فاستدعيت له (حماته) لترهيبه.. لكنه هذه المرة ظل صامدا على موقفه دون خوف او تردد..
بدأت الزوجة تعده بالاصلاحات: السماح له بالخروج من البيت دون سؤاله: واين رايح واين جاي?!.. واعفاءه من "الجلي" و "الشطف".. الا انه رفض ذلك .. ومع تفاقم الموقف وفي محاولة اخيرة لها قبل التنحي قررت: الموافقة له على تعدد الزوجات.. لكنه ايضا رفض.. فما كان منها الا ان تناولت حقيبة لتضع بها ملابسها استعدادا للمغادرة وقبل ان تصل الباب.. قام الزوج مذعورا من نومه.. فتوجه على الفور ليشرب الماء محدثا نفسه قائلا: هاي الثورة الوحيدة اللي راح تبقى طول عمرها فقط بالاحلام!!0
salehabuarab@yahoo.com
(العرب اليوم)