إزاء ما يتعرض له العالم من سياسات ينقسم فيها حسب المصالح العمياء، عالمٌ تتحكم فيه عنجهية القوة الغاشمة واختلال الموازين وغياب العناوين الإنسانية وطمس العلامات الفارقة بين الخير والشر والحق والباطل والزيف والحقيقة...

وليس أدل على ذلك ما نشاهده من الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني عبر تاريخ الصراع الحافل بارتكاب المجازر الوحشية وسياسة التهجير والقضم الممنهج وتزييف حقائق التاريخ والجغرافيا التي تستهدف وجوده بالكامل مع التنكر والانتهاك الصارخ لحقوقه المشروعة وإنسانيته المهدورة على مذبح المعايير المزدوجة والوجه المنافق القبيح وغطرسة القوة الظلامية البارعة في لوم الضحية وحرق سفن اي حلول مطروحة تعيد الحقوق لأصحابها، وذلك على مرأى منظومة العالم ( المتحضر)، بالرغم من تصاعد الدعم والتعاطف من قبل الأحرار والشرفاء على امتداد العالم ما يستدعي بالضرورة اليقظة ووحدة الصف ووضع خارطة طريق بما يخدم المشروع الوطني وضمان حق تقرير المصير وآفاق المرحلة المقبلة وبما يحقق ردع العدوان ووقف ماكينة القتل والدمار وإنهاء الاحتلال والإحلال ونظام الفصل العنصري ومحاسبة المحتل على سجله الإجرامي.

وأيضًا من خلال السعي الحثيث لامتلاك أسباب وروافد ومقومات البقاء والنهوض والبحث عن الفرص والحلول للتحديات على كافة الأصعدة وجوانب الحياة المختلفة، مع التحرك الجاد والفعلي لتحقيق الأهداف واستشراف المستقبل الواعد، ومواكبة التحولات العالمية، وبناء جسور التواصل والتفاعل على امتداد الأمة والإنسانية جمعاء..

فلا عاش العالم ولا وجود لأمن من دون عيش وحياة وأمن لشعب مظلوم ينشد الكرامة الإنسانية والسلام حتى ينال كامل حقوقه، حتّى انتصار قضيته العادلة على امتداد الزمان والمكان..